وقعة الطف قصيدة الشاعر سليمان شاهين ابو اياس
............ وَقْعَةُ الطَّفّ ............
عَظُمَ الخَطبُ فاغرَقِي يا عيونُ
في دموعٍ بغيرهِ لا تكونُ
لو تَكُفُّ الشُّؤونُ عنكَ حُسَينٌ
فَلِمَنْ في أسىً تفيضُ الشُّؤونُ
مَنْ أَحالَ الدُّموعَ عنكَ لِغالٍ
لمْ يَجِدْ غالياً دعتهُ المَنونُ
كُلُّ صَعبٍ أمامَ خَطبِكَ سهلٌ
بل طفيفٌ ، وكُلُّ هَولٍ يهونُ
عسعستْ عتمةُ الفجورِ فكانتْ
نَكبةُ الطَّفِّ فالمكانُ حزينُ
فابْنُ بنت الرسولِ أصبح مرمىً
لِجُفاةٍ ، قلوبُهُمْ لا تَلينُ
قد بكته العُيونُ دمعاً غزيراً
لا يُحاكي العيونَ إلا العُيونُ
خَيَّرُوهُ : أَبَيعةٌ لِيزيدٍ
أمْ حِمامٌ بُعَيْدَ حِينٍ يَحينُ
فارتضى الموتَ مَعبَراً لِجِنانٍ
هو فيها مُسَوَّدٌ و مَكينُ
ليس يرضى بأن يكونَ جباناً
حيث يعنو لِما ارادواالجبينُ
ثُلَّةُ الأهلِ مَنْ لديهِ وصَحبٌ
صَدَقوهُ بقوَّةٍ لم يَمِينُوا
جابَهوا الشَّرَّ ماثِلاً بِأُلوفٍ
لم يَكُنْ عندَهمْ بِدِينٍ يَقِينُ
حَسِبوا القتل لِلصِّغارِ ظِماءً
لا يراهُ الزَّمانُ شيئاً يَشِينُ
حَسِبوا السَّبْيَ هَيِّناً لِنِساء
هُنَّ في دوحةِ الرَّسولِ غُصُونُ
خابَ ياقومُ فألُكُمْ هل نَسِيتُمْ
أنَّ ما قد فعلتُمُوهُ جنونُ
إنَّهُ السِّبطُ و ابْنُ أمِّ أبيها
والذي جَدُّهُ الرَّسولُ الأمينُ
إنَّهُ النَّجلُ لِلذي لمْ يَذَرْهُ
-في جميع الحروب-نَصرٌ مبينُ
إنَّهُ مَنْ بهِ المَفاخرُ تزهو
وَ هْوَ - حَقّاً بكُلِّ فخرٍ - قمينُ
إنَّ وُغداً بغى عليه لَكُرْهٌ
بالغُ الشَّرِّ بالشَّنارِ رَهينُ
ليس يَلْقَى وِقايةً من جَحيمٍ
حيث يُلْقَى وتزدريه العيونُ
.................
الشؤون : مجاري الدمع
العيونُ :الينابيع(في البيت السابع)
حِمام : موت
سليمان شاهين / أبو إياس/
تعليقات
إرسال تعليق