امنيات حالمة قصيدة الشاعر محمد عصام علوش

 (أمنياتٌ حالمة)

شاهدتُ منذ قليل استطلاعًا للرَّأي لإحدى القنوات التِّلفازيَّة حول أمنيات بعض اللَّاجئين مع

تباشير العام الجديد، فعبَّرت عمَّا باحوا به من أمنيات بهذه الأبيات التي انهالت عليَّ عفو

الخاطر:

أمـنـيــتـي شِــبْـرٌ فـي خَـيْـمـةْ  أمــنـيــتـي أن تـقـطُـرَ غَــيْـمـةْ

أمــنِــيـــتـــي مـــــــاءٌ ودواءٌ وطــعــامٌ.. تـكـفــيـنـي لُـقــمــةْ

أمـنـيـتـي كِـسَــرٌ مِــن خُــبْـزٍ  لـوْ يَـبـسَـت أو صارتْ عـظْمَةْ

أمـنـيـتـي قِـطَـعٌ مِـن حَـطَـبٍ  أُشـــعِــلُـها نــارًا فــي بَــسْــمَـةْ

أمـنـيـتي أن يُـشـفَـى سَــقَـــمٌ  لـمـريـضٍ قـد عـانـى سُــقــمَــهْ

أمـنـيـتـي أنْ يَـســلـمَ طِـفـلـي  من قـصفٍ في هـذي الـهَـجْـمـةْ

أمـنـــيــتــي دِفءٌ وأمـــــانٌ  ومـــنـــامٌ فــي ظــــلِّ الأزمــــةْ

أمـنـيـتي نـسـمـاتُ صـبـاحٍ  فــيـهـا لـوْ بـعـضٌ مِــن رحــمــةْ

أمـنـيـتي إسـكاتُ رصاصٍ   أنْ يـــوقِــفَ مُـحـــتـلٌّ جُـــرمَــهْ

أن يـرجـعَ زوْجٌ وشــهـيـدٌ يُـؤنِـسُــنـا فــي هـذي الــعــتْـمــةْ

ألَّا يـتـجـــاهَـــلَ عــربــيٌّ   مــأســاتــي أوْ يـنــسى قــــوْمَــهْ

أنْ أرجـعَ لـلـمــنـزلِ حـرًّا  أنْ أحــيــا فــي ظِــلِّ الــنِّـعــمــةْ

قـد سلـبـوا أرضي وبلادي  نـهَـبـوا  زَيْـــتــونــيَ والــكـرْمةْ

سَـرَقـوا أسمـائي وصِفـاتي وأنـا مـغـــــروسٌ كـالــقُــرمَـــةْ

والعـالَــم غـطى إفـكَـــهُـمُ  وحــبـاهــمْ فـي مَــكْــرٍ خِــدمــةْ

أوَلَــيْـسَ لـنـا مِـن أمـنـيـةٍ مـن بـيـن أمـانـيـــكُـمْ ضَــخـمـةْ

هـذي أمـنـيـتي لـمْ أطـمَعْ  مـــنــكــمْ إتـحـافي  بـالـنَّـجـمـةْ

محمد عصام علوش

19/جمادى الآخرة/1445هـ

1/كانون الثَّاني/2024م