جثث يطهرهاالنزيف قصيدة الشاعر حسين جبارة
جُثَثٌ يُطَهِّرُها النزيف
هاكِ التّضامنَ جرعةً، أهديكِ في زحْفِ الخريف
أنتِ الحياةُ تَدَفَّقَتْ بالنبضِ بالعضُدِ الرّئيف
عزمُ السّواعدِ ومضةٌ في ظُبَّةِ السّيفِ الرهيف
لا تفزعي يا طفلتي أفديكِ يرفدني الرّديف
يأتي الشّتاءُ بغَضْبَةٍ يَصطادُ بالبردِ الشّفيف
يَجتاحُ خيمةَ لاجِئٍ بالسّوطِ بالجَلْدِ العنيف
بالبرقِ عصفُ قنابلٍ تُعمي عُيونًا بالرّفيف
بالنارِ تحرقُ صخرةً وتُبيدُ أشواقَ الكفيف
قلَقٌ يصارعُ مُقلتيَّ بهجمَةِ الهلعِ المُخيف
بالجوعِ تصمدُ عزَّةٌ تُلهي حشودًا بالرّغيف
النّاسُ تفترشُ الثّرى تتوسَّدُ الحجرَ المُضيف
تحتَ الرّكامِ مقابرٌ جُثثٌ يُطهِّرها النزيف
الحيُّ أطلالًا غدا قد هدَّمَ القصفُ الكثيف
كلٌّ يُعزّي ذاتهُ بعزائهِ حتفُ الضعيف
اللهُ ينصرُ داعِيًا في باحةِ القدسِ الشريف
والقبلةُ الأولى هفتْ للحقِّ للدينِ الحنيف
بالمسجدِ الأقصى سمتْ تكبيرةُ الفتحِ المُنيف
في عُهدةِ العُمَرِ ارتقى أمنُ المُعاهدِ والحليف
الدّارُ غزّةُ هاشمٍ تغريبةُ الحُلمِ العفيف
حسين جبارة تشرين الثاني
23
تعليقات
إرسال تعليق