نعرف قصيدة الشاعر سليم بابللي
نُعرَفُ ...
بقلمي من الكامل
سليم عبدالله بابللي
بالفِعلِ لا بالقولِ إنّا نُعرفُ
الكُلُّ ينقُلُ و الوقائِعُ تُنصِفُ
أفعالُ قومي للقياسِ مَراجِعٌ
و القولُ في عينِ النَّوازِلِ موقِفُ
إِنْ عَزَّ في نَسَبِ النُّفوسِ فِعالُها
سَيَدُلُّ عنها أيَّ قومٍ تَألَفُ
أو أيَّ شِعبٍ ترتأي و يُريحُها
في أهلِها شكلُ المضارِبِ توصَفُ
النّسرُ يبني في الأعالي عِشَّهُ
و الفأرُ في جذعِ الصنوبر يخصفُ
أنّى بَنَينا في الرِّحابِ بيوتَنا
تَجِدِ البيوتَ بِكأسِ عِزٍّ تَرشِفُ
و إذا مَررنا صَفَّ حَشدٍ مَرَّةً
أنظارُ كلّ الحشدِ فينا تُخطَفُ
و إذا سألتَ عَنِ الشُّموخِ رأيتَهُ
صَيدٌ بِغيرِ سُيوفِنا لا يُقطَفُ
ننأى صغائرَ لا نُبالي صَيدَها
ليصيدَها قومٌ عليهم نَعطِفُ
لا حيلةً للدَّهرِ في إيمانِنا
مهما تقاوى في رياحٍ تعصِفُ
إِنْ كانَ يقصِدَنا فَضَلَّ سبيلَهُ
ما نحنُ مَنْ نَحوَ الزّعامةِ نزحَفُ
تَأوي إلينا خيفَةً و محبَّةً
حتّى تُعزَّ و دربَها لا تُحرَفُ
أو أنْ تُذَلَّ بغيرِنا، هيَ عِندَنا
من بحرِ جودٍ كفّتاها تَغرِفُ
لا نعرِفُ الخوفَ و يَجهَلُ دربَنا
لحنُ البُطولةِ في خُطانا يُعزَفُ
يومَ النِّزالِ يُقالُ عَنّا فِتيَةً
صَعقوا الأعاديَ و النوازلُ تُقصَفُ
سيواجِهُ المغرورُ حتماً حتفَهُ
بالّرايَةِ البيضاء مالم يُسعَفُ
تجلو الحقيقةَ في صليلِ سيوفِنا
و جبالُ أوهامِ المكائِدِ تنسِفُ
سَيلاً أَبيّاً قد تَمَرَّسَ في الرَّدى
نحوَ الفناءِ حُطامَ غَزوٍ يجرِفُ
صرعى أكانوا في الصّراعِ فرادةً
أو كانَ بعضٌ زَندَ بعضٍ يكتِفُ
تتبعثرُ الأشلاءُ في وضَحٍ و قَدْ
نتأسَّفُ الرّمياتِ ما لا يُؤسَفُ
وإذا العدوّ رمى لنا بِشِباكِهِ
قبل البناءِ و ما رمى يتكشّفُ
حُسنُ الجوارِ لِقومِنا هيَ ميزةً
و عيوبُنا نُجزي العطاءَ و نُسرِفُ
و الضّيفُ ما إن يستَهِلُّ ديارَنا
سَرَعانَ ما أَلِفَ الدِّيارَ و تألفُ
شُمُّ الأُنوفِ و لانبالي من غَدٍ
حُراسُ عَهدٍ وَعدَنا لا نَخلِفُ
و لئن بدا الإعصارُ في خُطُواتِنا
خَيرٌ لنا و لِغيرنا ما نهدِفُ
سليم عبدالله بابللي
تعليقات
إرسال تعليق