عرجونة الساقين قصيدة الشاعر أبو علاء محمود
عرجونة الساقين
""""""
ذات الدلال تمايلت وتبخترت
وقوامها الفتان أضحى آسري
بانت كغصن البان في روض زها
أو زهرة فاحت بعطر فاخر
فينانة والقـدّ منهـا أهيـف
وسنانة في عتم ليل داجر
ورقاء تربو بين أفنان الربى
وجناء تسرج فوق خيل ضامر
شدهت عقول الناظرين كأنها
بدر تنامى أو كنجم سائر
بانت عن الملّاك من أقرانها
وتفرّدت في حسن وجه ساحر
فتانة سلبت فؤادي والنهى
حاكت عروسا باللباس الفاخر
عرجونة الساقين قد بانت لنا
إذ قدَّ أول طلعها من آخر
مرآة كل متيّم عشـق الهوى
دلّت على حسن الجمال الباهر
قدّ بقدٍ شاكلته وانثنت
توريه شكلا طبق أصل الناظر
بانت كمشماة بليل قد عتى
منها يشعّ النور قدرة قادر
حارت بها الأفكار من لفتاتها
حاكت غزالا باللحاظ الفاتر
حاولت أن أصف الجمال فخانني
قلمي وضاقت بالخطوط دفاتري
إذ جفّ حبري بين طيّات المدى
وتصلب الفكر العميق بخاطري
عجمية الصدغين في حلباتها
قد أعجمت عنّي بطيّ سرائر
فتبهرجت في حلّة عربية
وتحكّمت من بعدها بمشاعري
ولقد حبيت بنظرة تشفي الجوى
أحيت فؤادي بعد موت قاهر
وحلمت في طيف تماثل في الرؤى
فوصفت منه مايجول بخاطري
قالت لقد أحسنت في شرع الهوى
للـه درك يافتى من شـاعر
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق