عند المساء قصيدة الشاعر سمير عويدات
عند المساء
*******
بجوارِ سريري , ينظرني
و دُخانُ الشاي بفنجاني
يا باقةَ عُمْرٍ مِنْ عُمُري
في كُوبٍ { طاقِمُ أسناني }
كمْ مَرّ حديثٌ تذكرهُ
كمْ مَرَّ بلَحْنِ الإنسانِ
صِدْقٌ أو إفكٌ يُخرِجُني
مِنْ ضِيقٍ أنْهَكَ أشجاني
كمْ قلتُ بحَرْفٍ يُشْبعُني
كمْ عِشْتُ مَذاقَ الهِجْرَانِ
وشرِبْتُ بكأسٍ أمتَعَنِي
وبنشوَةِ عِطْرِ النِّسْيانِ
ومَضَغْتُ طَعَامًا أو طُعْمًا
وكصَيْدٍ وَصْلُكِ أفتاني
رَاهَنْتُ بنفسٍ مِنْ قلبي
وبصَبْوَةِ لَمْحِ الفنانِ
وكسِبتُ وحَسْبيَ مِنْ شِعْري
لو سَمعُكَ يُدركُ أوزاني
يا ليت النومَ يُطاوِعُني
وأذوبُ بجَفنٍ وَسْنانِ
لكنَّ خيالًا يشغلُنِي
وأهيمُ هُيامَ الوَلهانِ
وكأني في لَيْلٍ أعمَى
أتحَسَّسُ دِفءَ الوجدانِ
أتقلَّبُ مِنْ دُونِ حِراكٍ
في البيتِ سُكونٌ يلحاني
أتَرَقَّبُ صُبْحًا لا يأتي
أو يأتي مِنْ كَوْنٍ ثانِ
فيه الأشياءُ كما تبدو
فالمُبهَمُ دومًا يلقاني
والأحلى من ضَيٍّ يسري
صِدقٌ ألقاهُ بأفناني
والأحلى من صدق يسعى
لو تهدأ ثورة بركاني
*********
بقلم سمير حسن عويدات
تعليقات
إرسال تعليق