رثاء الصبا قصيدة الشاعرد.ممدوح نظيم الشيخ
رثاء الصبا
يا بدْرَ ليلٍ في دُجاهُ
كيفَ الوصولُ إلى سماهُ؟
يا أمسَ عُمْرٍ قد مَضَى
وصدَى شبابٍ لا أراهُ
وزهورَ وَرْدٍ مشاعرٍ
بقيََتْ بقايا مِنْ شذاهُ
أشْتَمُّ مِسْكا لم يزلْ
عَبَقا تناثرَ مِنْ رباهُ
تهفو المشاعرُ كلما
تاقَ الفؤادُ إلى مُناهُ
ياويحَ شَيبٍ قد غزا
شَعْرا تساقطَ مِنْ صِباهُ
واغتالَ صَبْوةَ شاعرٍ
فرثَى بشعرِهِ مُنْتهاهُ
اللهُ يعلمُ شاعِرًا
يرثِي الشبابَ فمن رثاهُ؟
إنَّ المَشيبَ نَبَا بِهِ
وأزالَ حُسْنهُ واستباهُ
لَكِنَّ قلبَهُ لائذُ
بالأمْسِ يسبحُ في فضاهُ
لا زالَ أمسُهُ مُقْمِرا
في ظلمةٍ عَشِقَتْ ضياهُ
ما بينَ كانَ وليتَني
عاشَ التأمُّلَ واجتباهُ
مَلَكَ الخيالَ بشعرِهِ
وأحاطَ قَلبَهُ واحْتواهُ
والدَّاءُ حَلَّ بجسْمِهِ
لَكِنَّ ربَّهُ ما قَلَاهُ
أخْفَى مشاعِرَ حزنِهِ
عَنْ كلِّ عَيْنٍ قْدْ تراهُ
واغْتالَ حُزْنَ فؤادِهِ
بقصائدٍ كانَتْ صَداهُ
وروَى بِشِعْرِهِ في النَّوَى
عَنْ قَيْسِ لَيْلَى عَنْ هواهُ
أخفَى مواجعَ قلبِهِ
عَنْ إلفِ أمسٍ قَدْ جَفاهُ
كم عاشَ رَهْنَ مشاعِرٍ
كانَتْ خناجِرَ في حَشاهُ
ركِبَ القطارَ مغادِرا
أَمَلَا تَسَرْيَلَ في دِماهُ
وغزا الخريفُ ربيعَهُ
وأتاهُ رعْدٌ في شِتاهُ
لم يدرِ بَعْدُ مَصيرَهُ
والجبنُ يأسٌ قد غَزاهُ
وأصابَ مُهْجَةَ قَلْبِهِ
فليسَ يدري ما عساهُ؟
والعُمْرُ ولَّى مُدْبِرا
ونذيرُ مَوْتِهِ قَدْ أتاهُ
والحُلْمُ راوَدَ ليلَهُ
وكم تمنَّى مُلْتقاهُ
وَلَكَمْ تَلفَّتَ خَلْفَهُ
ليرَى بقايا ما وراهُ
فبكَى مصارِعَ أمسِهِ
لَمَّا توارَى مَنْ بكاهُ؟
طُوفانُ قَلْبِِهِ لم يَزَلْ
أملا وحُلْما هَلْ يراهُ؟
لم تتم
الطائر المغادر
د. ممدوح نظيم الشيخ
طملاي مع اقتراب فجر
١٦/ ٢/
٢٠٢٤
تعليقات
إرسال تعليق