تسابيح قصيدة الشاعر عبد الملك العبادي
((تـــــــــســـــــــابــــــــيــــــــح))
سـبحانَ مَـنْ خـضعَ الـوجودُ لـحكمهِ
وتــعــدّدت فــــي ذاتـــهِ الأســمَـاء!
سـبـحـانهُ مَـــنْ ذا يـحِـيطُ بـوصـفهِ
لا يـسـتـطـيـعُ ثـــنــاءَهُ الـبُـلـغَـاء؟!
هـــوَ أولٌ لا شـــيءَ قــبـلَ وجــودهِ
وهـــوَ الـكـريـمُ الـقَـاسِـمُ الـمِـعـطَاء
هـــوَ آخِــرٌ هــوَ ظـاهـرٌ هــوَ بـاطـنٌ
لا جِــسَــمَ فــيــهِ ولا لــــهُ أنــــدَاء
سـبـحـانهُ لا شـــيءَ فـــي مـلـكوتهِ
يُـحـصِـيـهِ عِــلـمًـا، مـــا لـــهُ أبــنَـاء
الــحـرفُ يـعـجـزُ أن يـفـيـهِ بـلاغـةً
حــاشـا، وهــل يـرقـى إلـيـهِ ثـنَـاء؟
أســمـاؤهُ الـحـسـنى تُـنِـيـرُ قـلـوبـنَا
يـعـلـو بــهـا فــي الـحـالكاتِ دُعَــاء
والـبَـاقِـيَـاتُ الـصَـالِـحَـاتُ ثــنـاؤهَـا
ذِكــــرٌ ، وذِكــــرُكَ قُــربَــةٌ وَضِــيَـاء
يــا مَــنْ لــهُ كــلُ الـوجـودِ وعـرشهُ
وَسِــــعَ الــسـمـاءَ وهـــذه الـغـبـرَاء
آيــاتُــكَ الـعُـظـمى تــفـوقُ خـيـالـنَا
فـــازت بـحـسـنِ جـمـالِـهَا الأفــيَـاء
آيــاتُـكَ الـعُـظـمى يَــشِـعُّ سـنـاؤهَـا
وتُــضِـيءُ مِـــنْ أنــوارِهَـا الأرجَـــاء
وكـتـابُـكَ الـمـكـنونُ فــيـهِ حـيـاتُـنَا
ونــجــاتُـنَـا إن شـــبَّـــتِ الــلّـهـبَـاء
حــلــو الـلّـسـانِ مُـنـسّـقٌ ومُـفـصّـلٌ
عِـــقــدٌ عــلــى أفــنـانـهِ الأجــــزاء
لا يـسـتـبـيحُ حــروفَــهُ وحُــــدودَهُ
إلا الــــذي يــجــري عـلـيـهِ شَــقَـاء
يـا مَـنْ لـه عـنتِ الـوجوهُ ولـم يـزل
مــتــفـردًا تــســمـو بــــهِ الـعـلـيَـاء
الـكـلُ فــي جـبـروتِ قـهـرِكَ خـاضعٌ
مَــنْ ذا لــهُ فــي مُـلـكِكَ الـبَـأسَاء؟!
والـحـكمُ فــي إصــدارِ أمــرِكَ نـافذٌ
قــدرٌ جــرى ومـضـى بــذاكَ قـضَـاء
يــــا واحــــدٌ عـــمَّ الأنـــامَ نــوالُـهُ
قــلـبُ الـمُـحِبِّ سـطـا عـلـيهِ الــدّاء
امــنـن عـلـيـهِ بـتـوبـةٍ يـحـيَـا بِــهَـا
ويــنــالُ مــنــكَ مُــــرَادَهُ ويــشَــاء
وافــض عـلـيهِ مِــنْ الـعِـنَايةِ نـظـرَةً
حــتــى يـــرى بـضـيـائكَ الأشــيَـاء
واجـعـل لــهُ مِــنْ كــلِ هـمٍّ مَـخرَجَا
واحـفـظهُ إن عـصـفت بــهِ الأهــوَاء
واسـبـل عـليهِ الـسِّترَ يـا مَـنْ سِـترُهُ
غــطّـى الـجـمـيعَ ، وكـــمْ لـــهُ آلاء!
عـــبـــدالـــمــلــك الــــعــــبَّــــاد
ي.
تعليقات
إرسال تعليق