قديما قلت قصيدة الشاعر عبد اللطيف عباده
قديما قلت
غفوتُ على صدر الرجاء هُنيهةً
وما نام دمعي مذ فراق الحبيبِ
أُمنِّي ضفافي لو تعود مياهُهُ
وغرسُ الأماني طلعُها كاللهيبِ
تغوص بفكري مثل شهدٍ مذاقُها
وتطفو هباءً مثل رغْو الحليبِ
سلوا قلبها عن من سبتهُ عُيونُها
ويحيا شريداً فوق جمْر النحيبِ
يفوت فتاتَ العمرِ طيفُ صبابةٍ
تمرُّ كخفقٍ في ضلوعِ المشيبِ
فميلي بجزع العطف إِلفُكِ هائمٌ
يتوق عناقا قبل شمس المغيبِ
وصُبي رُضاب الغيث مِلء جوانحي
عطاشٌ رُبوعي للمفيضِ الرحيبِ
أنا ما جُننت الشعر إلا كرامةً
لوجهٍ صبوحٍ كالبديعِ القشيبِ
فثوب المنايا دون وصلك سُترتي
وحرُّ الحنايا قوتُ سير الغريبِ
وعُكَّازُ خطوي دمع صبر غوايتي
يطبطبُ قلبي كالجريحِ الطبيبِ
أتُبنى قلاع العشق في سفح تلةٍ
وتعوي رياحُ الهدم رمل الكثيبِ
ينوح فسيلي أين عطر شرايني
أيُسْفح زهري بالتراب الخصيبِ
ويحيا ربيبُ الطين محض خرافةٍ
بأرضٍ بوارٍ في ظلامٍ كئيبِ
عبداللطيف عباده
تعليقات
إرسال تعليق