ابليتني بالعشق قصيدة الشاعر نواف عبد العزيز
أبليتني بالعشق
أبْــلــيــتَــنــي بـالـعـشـقِ ثُــمَّ تــركــتَــنــي و أضَـعْـتَـنـي مِــنْ بـعـدِ مــا أدْرَكْـتَـنـي
فـركـبـتَ لـلـهـجـرانِ بـحـرًا هائـجـًا و أنـا بـبـحـرِ الـحـزنِ قــد أرْمَـكْـتَـنـي
و لَـكَـمْ سَـفَـكْـتُ الـدمـعَ فـيـكَ تَـرَجِّـيـًا فـسَـخِـرتَ بـالـدمـعِ الـذي أسْــفَـكْـتَـنـي
أنــا مــا مَــدَدْتُ يــدًا إلــيــكَ و لـم أكـنْ تَــوّاقــةً أنــتَ الــذي أمْـسـَـكْـتَـنـي
وسَــلَـكْـتَ بـي درْبـًا جَـهِـلْـتُ وُعـورَهـا و حَـسِــبْـتُ أنـكَ لِـلـنَّــجــا أسْــلَــكْـتَـنـي
أنــا لــم أُحــرِّكْ فــي ســبـيـلـكَ ســاكـنـًا أو رَغــبــةً أنــتَ الــذي حـرَّكْـتَـنـي
قــد كـنـتُ فــي أمــر الـصَّــبـابــةِ غِــرَّةً أنــا لــم أُسَـــمَّ بِــآلِــهـــا أو أَكْــتَــنِ
راوَدْتَـنـي عـنّـي و كـنـتُ بـريـئـةً و فـرِحْـتُ أنـكَ بـالـغـرام شَـبَـكْـتَـنـي
مـا كـان لـي فـي الـعـشـقِ قـبـلـكَ دُرْبَـةٌ أنـتَ الـذي فـي دَرْبـهِ سَـلَّـكْـتَـنـي
قـد كـنـتُ فـي أحـوالـه أمِّـيَّـةً مـا زلـتَ بـي حـتـى بـه حَـنَّـكْـتَـنـي
طَـوَّفْـتَـنـي سَـبْـعـًا و قـد أسْـعَـيْـتَـنـي مـا بـيـنَ رُكْـنَـيْـهِ و قـد نَـسَّـكْـتَـنـي
حـتـى إذا اسْـتَـشْـعـرتُ مـنـه حـلاوةً و مَـلَـكـتُ مـن مَـعْـنــاهُ مـا مَـلَّـكْـتَـنـي
و غَــدَوتُ فـيـه بـمـا بـذلـتَ خـبـيـرةً أعْـرضـتَ عـنّـي كـارهـًا و فَـرِكْـتَـنـي
**********
قـد كـنـتُ شــامـخـةَ الـبـنـاءِ مُـنـيـفـةً فَـسَــكَـنـتَـنـي بـالـحـبِّ ثُـمَّ هَـدَكْـتَـنـي
ضـمَّـخْـتَـنـي بـالـمِـسْـكِ طـيـبِ طَـهـارةٍ يــا نِـعْـمَـهُ طـيـبـًا بـه مَـسَّـكْـتَـنـي
مـا كـان يُـشْـغِـلُـنـي سـواكَ و لـم يَـعُـدْ إلّاكَ يَـعْـنـيـنـي بـمـا اسْــتَـمْـلَـكْـتَـنـي
لـم ألـتـفـتْ إلّا إلـيـكَ مِـنَ الـوَرى وَعْــدًا عَـلَـيَّ ألَـمْ تـكـنْ أشْــبَـكْـتَـنـي
ثُـمَّ انْـكَـفَـأتَ فـلـم تـعـدْ ذاكَ الـذي هـامـتْ بـه روحـي غَــداةَ شَـرَكْـتَـنـي
**********
قـد كـنـتُ أرْسُـفُ فـي الـقـيـودِ حَـيِـيَّـةً حـتـى ظـهـرتَ مُـخَـلِّـصـًا و فَـكَـكْـتَـنـي
و رَفَـعْـتَـنـي حـتّـى بــدوتُ أمـيـرةً و مـلـيـكـةً يـا نِـعْـمَ مـا أمْـلَـكْـتَـنـي
و سَـمَـوتَ بـي حـتّـى دنَـوتُ مِـنَ الـسّـمـا و عَـلَـوتُ فـوقَ الـنـجـمِ حـيـن سَـمَـكْـتَـنـي
ثُـمَّ انْـقَـلـبـتَ فـلـم تَـزَلْ بـي خـافِـضـًا و دُهِـشـتُ مـن فِـعْـلَـيْـكَ إذ شَـكَّـكْـتَـنـي
أسْـعَـدتَـنـي زَمَـنـًا تَـقَـلَّـصَ بُـرْهَـةً
و لَـكَـمْ تَـمَـدَّدَ حـيـنَـمــا أضْـنَـكْـتَـنـي
ألْـبَـسْــتَـنـي تـاجَ الـهـوى يـا فـرْحَـتـي و غَـرَزتَ بـي رُمْـحَ الـنَّـوى و شَـكَـكْـتَـنـي
**********
لـم أدرَ حـتّـى الآن مـا هـي غَـلْـطَـتـي حـتّـى إذا ..... فَـعَـلامَ مــا اسْـتَـدْرَكْـتَـنـي
أوَ لـمْ تُـحِـكْ قـلـبـي عـلـى مِـنْـوالِـه هـذا الـذي أنـتَ ارْتَـضَـيـتَ و حِـكْـتَـنـي
فَـلِـمَ ارْتـضـيـتَ و لِـمْ رفـضـتَ ولِـمْ أتَـيــــــــــــــــــــــتَ و لِـمْ أفَـلـتَ و لَـمْ تـزلْ أرْبَـكْـتَـنـي
كـم كـنـتُ أحـلـمُ أنْ أنـالَ بــكَ الـمُـنـى فـخَـذَلـتَ أحـلامـي و مــا أدْرَكْـتَـنـي
أمَّـلْــتَــنــي وَصْــلًا يـدومُ فـلـمْ يـكـنْ و ظَــنَــنــتُ أنــكَ بــالـهــوى أشْـرَكْـتَــنــي
لـم تــدرِ أنـكَ إذْ تــركــتَ قــتــلــتَــنــي
و هَــتَـكْـتَ سِـتْــرَ الـحـبِّ حـيـن هَـتَـكْـتَـنــي
يـا قـاطِـعــًا رَحِــمَ الـــوِدادِ و قـاطِـعــي أبـكـيـتَـنـي مـنْ بـعـدِ مـا أضْـحَـكْـتَــنــي
عَـشْـرٌ مَـضَـيْـنَ و كـم أُسـائـلُ خـاطِـري أتُـرى أراكَ هـنـاكَ حـيـث تـرَكْـتَـنـي
م. نواف عبد العزيز أبو عبادة
2021
تعليقات
إرسال تعليق