صراع مع الذئب قصيدة الشاعر سيد حميد عطاالله
صراعٌ مع الذنب
دعِ الأخطاءَ فالذنبُ انحباسُ
فكم بشرٍ بسنبكهِ يداسُ
فإنَّ لصورةِ الآثامِ وجهًا
فما من صورةٍ إلا انعكاسُ
فإنَّ الذنبَ لا يبدو أليفًا
ستلقى حتفَها منه الحواسُ
إذا تاهَ ابنُ آدم في الخطايا
فلا تعجب إذا بان اندراس
يدمِّرُ فيه أفئدةً وتقوًى
وكلُّ الصالحاتِ به تُجاسُ
كوحشٍ كاسرٍ يعدو علينا
وما خلفَ البلا إلا افتراسُ
إلى اللهِ الذي أعطى فؤادي
لينبتَ في كثيبِ القلبِ ياسُ
تحقَّقتِ الجوارحُ واطمأنّت
فما في حبِّ بارئنا التباس
تأسَّستِ المودةُ في شعوري
إلى يومِ القيامةِ لي أساسُ
فحبُّ المصطفى جناتُ عدنٍ
ومن ناواهُ مهجتُهُ يباسُ
كأنَّ الصالحاتِ لباسُ تقوى
على أهلِ التقى يوفى القياسُ
طلبتُ العذرَ من طه فإنّي
به ينصبُّ من روعي التماسُ
ملائكةُ السماءِ بكَ استجاروا
وفي الأرضين قد ناداكَ ناسُ
خلا آلَ النبيِّ ترى ترابًا
فهم ذهبٌ ونبراسٌ وماسُ
أمانُ الأرضِ من زللٍ وإثمٍ
فهم أمنٌ يُصبُّ وهم نعاسُ
فقد ملكوا القلوبَ بغيرِ حكمٍ
فكيفَ بحبِّهم حكموا وساسوا
إذا تركَ ابنُ آدمَ نهجَ طه
حريٌّ أن ينادى لا مساسُ
فيزرعُ ربُّنا للآلِ حبًّا
فيقوى في الموالين انغراسُ
على حبِّ النبيِّ تجد حماسًا
فما في حبِّهِ إلا الحماسُ
سيُهزمُ ناكثوهُ بيومِ نحسٍ
فلا يُجدي الحديدُ ولا النحاسُ
وإن قاسوا مودّتَهُ بناسٍ
فلا تعجب إذا طردوا وقاسوا
فحبُّ محمدٍ نفحاتُ عشقٍ
لها واللهِ من ربّي اقتباسُ
فلا ذنبٌ يظلُ بعشقِ طه
وكلُّ الموبقاتِ بهم تداسُ
بقلمي سيد حميد عطاالله الجزائري
تعليقات
إرسال تعليق