سقم المودة قصيدة الشاعر وسيم داود
قصيدة من البحر الكامل بعنوان :
(سقمُ المودة)
كم تُبتلى ..........يا قلبُ بالخفقان؟!ِ
وتنوءُ منْ قهرٍ ..........ومنْ أحزانِ
عهديْ بأنكَ مَسكنُ الحقِّ .....الذي
قد خصَّه الرَّحمنُ ..........بالإيمانِ
جهرًا طُعنْتَ...... منَ الصميمِ بباترٍ
ورماحِ غدرٍ......... قطَّعتْ شرياني
فَحَنى عليها الوجدُ ...يشكو باكياً
لما رَمتْها الكفُّ .........من خِلَّاني
كل الجراحِ........ لها الدواءُ معالجٌ
إلا جراحَ الحِبِّ............والأخوانِ
كم ألهبَتْ..... نارُ الصبابةِ مهجتي
وجرى عليَّ الدهرُ ........بالنسيانِ
فتَّشْتُ ماضٍ في الزمانِ لكي أرى
عهدًا يدومُ لسالكٍ............. بأمانِ
فوجدْتُ سُمَّ الغدرِ ..يلدغُ خِلسةً
من أقربِ الأصحابِ ....كالثعبانِ
يا طالبَ الإخلاصِ في هذي الدنا
أبشرْ بأهلِ......... الغِيِّ والخسرانِ
لا يَخلصُ الودُّ الرٌؤوم .....لراغبٍ
ما سارتِ الأحقابُ .......بالإنسانِ
مُزِجتْ بنا الأكدارُ ...حتى عكَّرتْ
ما كان في صفوٍ ......وفي نعمانِ
وغدا الزمانُ ........لفاجرٍ ولماحلٍ
متقلبِ............ الأثوابِ والألوانِ
يُخفي بفعلِ الخيرِ... سوءَ طباعهِ
فتظنهُ .........من أشرفِ الأقرانِ
ويفوحُ من طيبِ الكلامِ ...لسانُه
وفؤادُه خالٍ ..........من الإعلانِ
إمَّا رفعتَ لدى الأنامِ ......مقامَهُ
يندكُّ من مكرٍ .........وباطْمئنانِ
يهوى الثناءَ........ وللتفاخرِ فعلهُ
وكأنهُ......... من طينةِ الشيطانِ
غيدُ المدائحِ..... داعبتْ أغصانَهُ
وتراقصتْ طربًا ...على الألحانِ
عَدِمَ الوفاءَ.. فلا استقامةَ عندهُ
لفضائلٍ ومودةٍ .............وتفانِ
ينْسَلُّ خُبثًا ......عند كلِّ شهادةٍ
قيلَتْ بظهرِ الغيبِ في إحساني
ينسى المحامدَ عن يَدَيْ إنْ جاءهُ
من آخرٍ........ فضلٌ عظيمٌ ثاني
متنقلًا بين الورودِ ..........وليتهُ
من نحلها ........المتلهِّف الظمآنِ
فيضُ المحبةِ.. دون عقلٍ راجحٍ
يرميكَ في ذُلٍّ....... وكلِّ هوانِ
كم من لبيبٍ ليس تُدركُ قدرَهُ
يُصفيكَ من ودٍ ....ومن تحنانِ
أَلِفَ الصفاءَ.... فلا جهالةَ عندهُ
تُخشى ولا خُلُقًا عتيًا.....جاني
تُغنيكَ عن كلِّ الورى........ أخلاقُهُ
كالشمسِ تشرقُ في مدى الأكوانِ
فاسْألْ نُهاكَ عنِ الأنامِ ........فإنَّه
نورٌ يضيءُ........... وعالَمٌ نَوراني
لم يَرْشِ في حُكْمٍ لهُ... أو يُرتَشَ
فهو الأمينُ .........وشاهدٌ رباني.
وسيم دا

تعليقات
إرسال تعليق