هنا ستقرأ قصيدة الشاعر ابو ريعان محمدسنان
هنا سنقرأ تاريخا بلا بصرِ
يشكو افتقار الرؤى
لا أعيُن النظرِ
هنا سنبكيَ أطلالا بلا سكنٍ
من هامة المجد
لا من زحمة البشرِ
هنا نودّع عشاقا بلا وطنٍ
لم يبق للعشق غير البؤس والضجرِ
هنا تسافر أرواحٌ إلى بلدٍ
تشكو من الدار لا تشكو من السفرِ
أنا وعينايَ
في صنعاء أو عدنٍ
نقبّل العدلَ
لكن دونما عُمَرِ
وعاش فينا وليٌّّ
ناكرا سُننا
لابارك اللهُ في قومٍ بلا فكَرِ
عرّج على دار أقصانا ومهجتها
ابحث تجد في فؤادي غُصة الضجرِ
يا غ.زةً لستُ إلا عاجزا قلقا
مثلي ملايين أحرارٍ من البشرِ
تربّعتْ في فؤادي ألف أغنيةٍ
وألف ألف نسيمٍ هام بالسحَرِ
مُذ قال لي والدي زيتون أمتنا
منه فلس.طين فيها أطيبُ الثمرِ
وقال لي قبلُ جدي تلك غايتنا
نعيد فيها انتصارا طيب الأثرِ
نريد للقدس أن تحيا ابتسامتها
لا أن تموت بسهم العالم الغجرِ
مضى من الوقت دهرٌ كان يلبسه
شؤم العروبة باسم السلم لا الضررِ
حتى انتهينا إلى بؤس بلا أملٍ
وانهار عزم الإبا في ظلمة الحُفرِ
ففاضت الروح أنهارا لترويَنا
من غيمة العزم لا من غيمة المطرِ
جاؤوا فرادى جماعاتٍ بلا مددٍ
من كل فجٍّ لهم إقدام منتصرِ
ملثمون كأن الله أودعهم
في غزة المجد سيفا غير منكسرِ
قضيتي الأمّ بِرٍّي أن أراك غدا
تقبّلين الإبا في أوْجه القمرِ
تسابقين رياح النصر قابضة
ممالك الكون في عزمٍ مع الظفرِ
وتجمعين قلوبا بعد فرقتها
في ظل رايات توحيد بمؤتمرِ
يا غزة الروح أنت القلب يا سكني
وليس لي من فرارٍ أنتِ لي قدري
يموت شعبي ببطشٍ لا شبيه له
وفوق هذا الأسى قمحي بلا مطرٍ
ورغم كل المآسي إنني يمني
أعيش في شظفٍ كعصره الحجري
حتى جوازيَ للأوطان موقعه
في خانة الصفر مطرودا بلا نظرِ
لكنني في اعتزازٍ مبدئي وطنٌ
عروبتي أمتي في هاهنا أثري
لا لم أبعْ أيّ شبرٍ ياعروبتنا
لقد رضعت وفاءَ الصغْر والكِبَرِ
قبائلي
سُنّةٌ
دين ومعتقدٌ
ولن أباليَ في قحطانَ أو مُضرِ
ما جنة العيش إلا عز أمتنا
وما سواه عذاب في لظى سقرِ
قضيتي الأمّ مهما السيف في كبدي
سأسمع الكون إني دونما ضررِ
حتى أُقبّل هام المجد مُحتضنا
أمي فلسطين عش القلب والبصرِ
هنا اليمانون حقا لن يغيرنا
عن المباديء مهما كان من خطرِ
هيهات هيهات أن نحيا بلا كرمٍ
أو نترك الليل يمحو فجرَ منتصرِ
مجنون قالوا وبات الصبح منتظرا
في ديمة القات أو في قاته الهِرَرِ!!
دعني لحزني وقل ما شئت؟
لستُ سوى
مجنون عشق يغني دونما وترِ
ياصاحبي من لعلمي غاب مجلسه
كأن لي درب موسى دونما الخضرِ
لا شأن لي بالكراسي أو مناصبها
شأني بطفلٍ يتيمٍ فاقد الأسرِ
شأني بأرملةٍ ضاعت مودتها
ولم ترى لطعامِ الطفلِ من أثري
شأني بأمة عزم غاب هاديُها
ولم ترى غير قوّادين للبقرِ
شأني بشعبيَ أن يسعى لنصرته
جيلٌ من النور لا جيلٌ من الدشرِ
شأني بأرضيَ أن ترعى ابتسامتها
في هامة المجد لا في ظلمة الحفرِ
ياغزة الروح عهدا أن نكون يدا
حتى أراك بفضل الله تنتصري
أبو ريعان محمدسنان المقداد

تعليقات
إرسال تعليق