حين الهوى قصيدة الشاعر يونس ريا
حينَ الهوى يَعتري صبَّاً ويَجتاحُ
فإنَّ نشوتَهُ في القلبِ تَنداحُ
تَسري معَ النّبضِ تَغدو سَلسلاً عبِقاً
مِن نسغِهِ يَستقي الهيمانُ يَمتاحُ
فهمُ الهوى يَقتضي سبراً لِجوهرِهِ
ففي مكامنِهِ بوحٌ وإيضاحُ
لَن يشغلَ الصّبَّ حينَ الحبُّ يملكُهُ
بُحورُ شِعرٍ .. ولا كاسٌ ولا راحُ
وفارسُ العشقِ لا تُغريهِ فلسفةٌ
ولا شرابٌ ولا يَعنيهِ إفصاحُ
الحبُّ لغزٌ دفينٌ طيَّ حاملِهِ
و نَورُهُ مُزهِرٌ ، كالزَّندِ قدّاحُ
قد يفضحُ الصَّبّ مِنْ إيماءةٍ شردتْ
أو نظرةٍ عَبِرتْ في عينِ مَنْ باحوا
بالسِّرِّ ، حيثُ الهوى يَنثالُ مُنسرِحاً
شذاهُ يُوحي بهِ .. كالوردِ فوّاحُ
إنْ سُدَّ مِحرابُهُ في وجهِ قاصدِهِ
فَرِبقةُ الواصلينَ الحُبَّ مفتاحُ !
فَأْمَنْ مَزالِقَهُ إنْ كنتَ تَجهلُهُ
إذْ إنَّ دَيدنَهُ .. واشٍ وفَضَّاحُ
كمْ غاصَ في رملِهِ مِن فارسٍ و غفا؟!
أو تاهَ في يمِّهِ المجهولِ سبَّاحُ !
مهما تكنْ حاذقاً .. فَلْتَلتزِمْ حَذَراً
إذْ يَستوي في الهوى فَدمٌ ولمَّاحُ .
——————————————
يونس ريّا
تعليقات
إرسال تعليق