سكران مجتمعات قصيدة الشاعر بسام الإسبر
(سُكْران مُجتَمِعان )
طيفٌ من العشقِ الخجولِ ترنّحا
ثَمِلاً فأومَضَ في عيونِكِ وامّحى
مِثلَ الشُعاعِ يزِقُّ خلفَ أظِلّةٍ
لَمَحَتهُ عينايَ فأسدَلَ واستحى
هل كانَ من وحيِ العتيقةِ سارِباً ؟!
أمْ كانَ عن وطنِ السريرةِ نازِحا ؟!
أمْ كانَ في فَلَكَيهِما دَوَرانُهُ ؟
فَقَدَ المَسارَ وقد رصدتُهُ سابِحا
تزكو النفوسُ الباسِطاتُ شجونَها
وَمَضاً كأجملَ أنْ تُبَرِّزَ كالضُحى
والغَمزُ يجتَذِبُ الخيالَ وربّما
أضفى على فِتَنِ الجمالِ ووشّحا
تحلو مضامينُ القلوبِ مَسوقةً
بِفمٍ أبى فَضَّ الختومِ فَلَمَّحا
ونهيمُ في عشقِ الطيوفِ يحوكُها
رَمْشٌ توسّلَ باللحاظِ فَبَرّحا
عشقٌ تَنَقّبَ بالرَكانَةِ جُهدَهُ
حتّى تجرّأَ بالحِوارِ فأفصَحا
ياربّةَ الخدِّ الأسيلِ تَحَرَّجَتْ
خُصُلاتُ شعرِكِ أنْ تَمَسَّ فَتَجرَحا
لمّا دَنَتْ هبَّ النسيمُ مُباعِداً
وبِغَيرَةٍ لَثَمَ الخدودَوصافحا
أضفى على الوَجَناتِ لونَ شقائقٍ
وغَدَتْ بِلَمسَتِهِ الورودُ نَوافِحا
ومَضَيتُ أرتَقِبُ السِماتَ كَقائفٍ
خَبرَ الفِراسةَ واستبانَ جَوارِحا
أشتَفُّ أسرارَ المشاعرِ واثِباً
صَوبَ الرحيبِ من الفؤادِ مَطارِحا
ويسوقُني زَخمُ الخيالِ وربّما
غالى وسافرَ للبعيدِ وطوّحا
ووَلَجتُ قلبكِ واستَبَحتُ همومَهُ
ولقد بدا خلفَ البشاشَةِ نائِحا
فأسَيتُ واحتَدَمَتْ عواطِفُ حوبَتي
ونَزَعتُ عن عَجَلِ السكينةِ كابِحا
وكَسَرتُ أصنامَ السكونِ فإنّها
نَصَبَتْ لإعدامِ الجمالِ مذابِحا
سَمَحَ الجمالُ فيا لِلَحظَةِ ضُعفِهِ
من لحظَةٍ تَدَعُ النفوسَ صوادِحا
هدهدتُ حزنَكِ فانسَكَبْتِ كَخَمرَةٍ
والشوقُ يصهَلُ في لِحاظِكِ رامِحا
شِئتُ الهوى رَشَفاً فَكُنتِ نظيرَتي
والعشقُ يولَدُ كي نَهيمَ ونَفرَحا
سُكْرانِ مُجتَمِعانِ في وقتٍ مَعَاً
سُكْرُ الغرامِ سقى الكؤوسَ طوافِحا
كم عاشِقٍ ما إن توعّكَ بالهوى
حتّى غدا رَحبَ الشعورِ مُجَنّحا
بَسَطَ الجناحَ على امتِدادِ سرورِهِ
لِيَذوقَ أسبابَ الحياةِ ويمرَحا
وَطَّنْتُ حبَّكِ في جَحيمِ مَجامِري
فإذا ذكرتُكِ ثارَ جمرُهُ لافِحا
بعضُ الهوى مهما تقادَمَ عهدُهُ
يَهَبُ الحنينَ ويستحقُّ مَدائِحا
بقلمي: بسام الإسبر
1/3/2024
تعليقات
إرسال تعليق