عبثا سيدرك قصيدة الشاعر سعد الجنابي

 = = = = = = = = = عبثاً سيُدرِكُ = = = = = = = = 

يا مَن تبارَكَ فاطِرُ الأكوانِ، إذ لم يُبقِ مِن حُسنٍ لغيرِكْ 

قد فُقتِ يوسفَ وابنَ مريمَ في عطاءِ اللهِ فاشتبها بأمرِكْ 

صنمٌ تكاملتْ الملاحةُ في ملامحِهِ فكانَ سناءَ سِحرِكْ 

صنمٌ، لو أمكنَهُ سطا حتى على مَن وحَّدَ الباري لِيُشرِكْ 

لكنْ مزجتِ مع الملاحةِ قسوةً، وبها تلاشى ضوعُ عطرِكْ 

كالبحرِ تُبهِرُ رؤيةُ الشاطي، ويُغرقُ مَن يحاولُ سبرَ غورِكْ 

أنا أعلمُ الدنيا بما تُبدينَ، أو تُخفينَ مِن مكنونُ سِرِّكْ 

ولقد غرزتِ براثناً للغدرِ في قلبي ليُصبحَ طوعَ أمرِك 

فدعوتِني بلطيفِ قولٍ، لستِ تعنيهِ، كتوطئةٍ لشرِّكْ 

وأسَرتِني، فندبْتُ عزمي فانبرى، فتحطَّمَتْ قضبانُ أسْرِكْ 

لَهَفِي على مَن قد دعوتِ بتَينِكَ العينينِ مضمرةً لِغدرِكْ 

عبثاً سيُدرِكُ ...، إنَّما أيَّان لا يُجديهِ إدراكٌ سيُدرِكْ

القصيدة من بحر الكامل والقافية من المتواتر

بقلمي / د. سعد محمود الجنابي                   السبت 09 / 3

/ 2024