سر اللهيب قصيدة الشاعر بسام الإسبر
(سرّ اللهيب )
أطَلَّتْ مثلما شَرَقَتْ شموسُ
وطابتْ مثلما ساغَتْ كؤوسُ
بوجهٍ ضاءَ فانبَهَرَتْ عيونٌ
وروحٍ شعَّ فاغتَبَطَتْ نفوسُ
وشعشعَ نورُها اللألاءُ فيما
نجومٌ حولَها بدأتْ تنوسُ
مَشَتْ في وِسطِ أترابٍ حِسانٍ
تميسُ كأنّها رِئمٌ نَعوسُ
تسنّى عند مِشيَتِها برفقٍ
تَمسُّ السندُسيَّ ولا تدوسُ
تُقَلِّدُها الكواعبُ رامِقاتٍ
على مقياسِ خطوتِها تقيسُ
لها بدلالِها سحرٌ فريدٌ
لِربّاتِ القدودِ هو الرئيسُ
تَبَسَّمُ عن لآلئَ ناصِعاتٍ
كذلك يُنظَمُ الدرُّ النفيسُ
فإن نطقتْ ترَ الكلماتِ سَكرى
وإن همستْ تشوَّقَكَ الهميسُ
صدى الصوتِ الأغَنِّ يُشيعُ حبّاً
يُواكِبُ وَقعَهُ الدِفءُ الأنيسُ
وإن مرَّتْ على بُعدٍ أشاعَتْ
شَميمَ العطرِ سُرَّ به الحسيسُ
دمُ الحوريِّ يخضبُ وجنتيها
وقد تحتارُ تقطفُ أم تبوسُ!!
سرى سرُّ اللهيبِ بمُقلَتَيها
تَهَيَّبَ الاحتراقَ به الجليسُ
لعلَّ النارَ ما عُبِدَتُ ولكنْ
معاني النارِ قد عبدَ المجوسُ
جَنَى فَمِها من الشهدِ المُصَفّى
تُخالِطُهُ المُدامُ الخندريسُ
خَفَتْ خمراً وقد صَنَعَتْ خُماراً
فأوغَلَ في تَهَيُّمِهِ التعيسُ
إذا مَطَلَ الجمالُ غَلَا لِصَبٍّ
ويظفرُ بالمواصلةِ البَئِيسُ
بقلمي: بسام الإسبر
24/3/2024
تعليقات
إرسال تعليق