من أوار الهوى قصيدة الشاعر سيد حميد عطاالله

 من أوارِ الهوى


هذا الهوى بينَ الضلوعِ رميمُ

هي ماتزالُ بوسطِ ذاكَ تقيمُ


في غمرِ صحراءِ المشاعرِ أحتسي

هجرًا ودمعي المستبدُّ خصيمُ


حيثُ الغروب نثرتُ آخرَ دمعةٍ

حتى تفجّرَ في الخدودِ حميمُ


أمسيتُ في غسقِ الفراقِ مكبَّلًا

وأنا كما فعلَ الهوى محطومُ


وتغيّرت كلتا ملامحِنا معًا

لم تبقَ حتى تستدلَّ رسومُ


في الذكرياتِ تساقطت لحظاتُها

وثوى على لقطاتِها الألبومُ


من ذا الشمالِ دفعتُ آخرَ حربِها

وأرومُ أخطرَها فتأتي الرومُ


غُلبت بأدنى ما يكونُ من الهوى

فمتى سيبدأُ للغرامِ هجومُ


أقعدتُ أغلبَ همِّها وضرامِها

لكنّها بعد العناءِ تقومُ


فمن الرخامِ مشاعرٌ لم ترتوِ

ويلفُّ صوتٌ للغرامِ رخيمُ


نغمٌ أُردّدُهُ بحسٍّ دافقٍ

ليفيقَ دونَ مشاعري التنغيمُ


ومُقسَّمٌ أمسي بدونِ ودادِكِ

فأنا وحبُّكِ والهوى إقليمُ 


أمسى فمي لمّا انصرفتي عاقرًا

فهنا فمي من ضحكةٍ لعقيمُ


النارُ هجرُكِ واللهيبُ غيابُكِ

وبدا على حبٍّ لديَّ جحيمُ


أغرقتُهُ فطفا بوسطِ فؤادِها

الحبُّ قالت يا حميدُ يعومُ


قصمت هنا ظهرَ الغرامِ بنظرةٍ

فأنا بباديةٍ بها قيصومُ


حضرت بكلِّ أناقةٍ وعذوبةٍ

وأرومُ وصلًا حاضرًا وترومُ


أصبحتُ بعدَ أواركِ مترهّلًا

فأنا بكثرِ خصامكِ المتخومُ


في الطيفِ ألحظُكِ وألحظُ حبَّكِ

كم مرَّةٍ هذا الهوى مهزومُ


ومتى تجدِّدُ نظرةً عفويةً

فالحبُّ هذا بائدٌ وقديمُ


ضحكت وصكَّت وجهَها وتسربلت

أفتت فبانَ على الهوى تحريمُ


ووكزتِ قلبي وكزةً بلحاظِكِ

فقتلتِ قلبًا طيِّبًا ياريمُ


ودخلتِ خائفةً بمدينَ مهجتي

تترقبينَ فلم يُفدْكِ حميمُ


ألقيتُ ألواحَ الغرامِ بقولِها

 غضبى أحاسيسي فكيفَ تلومُ


وهنا صرفتُ مشاعري وتأخّرت

قدمايَ حتى غارَ فيَّ قدومُ


وسقيتُ آخرَ بذرةٍ من حبِّها

فنما على ورقِ الهوى تصميمُ


فلعلَّ بعدَ تصبّرٍ يأتى الهوى

ويمرُّ فوقَ الهائمينَ نسيمُ



بقلمي:  سيد حميد عطاالله الجزائري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعضي يئن قصيدة الشاعر الاستاذ طالب الفريجي

حييت غزة قصيدة الشاعر فيصل سليم التلاوي

وهج المحبة قصيدة الشاعر حكمت نايف خولي