أيا سعد من يرضى قصيدة الشاعر عبد الحافظ السيد

 يَا سَعْدَ مَنْ يَرضَىٰ!

-----------------------

إنَّ الإلَـٰهَ إذَا ابْتَلاكَ فَإنَّمَا 

         يُهْدِيْ إلَيْكَ مِنَ الثَّوَابِ لِتَنْعَمَا

أوَمَا عَلِمْتَ بِأنَّ رَبَّكَ يَصْطَفِيْ 

         عَبْدَاً صَبُوْرَاً رَاضِيَاً ومُسَلِّمَا؟!

فَالتَّبْرُ قدْ سَادَ النَّفَائِسَ باللظَىٰ  

           يَغْلِيْ حَشَاهُ ولُبُّهُ كَيْ يَسْلَمَا

سَلِّمْ إلَيٰ الرَّحْمَـٰنِ أمْرَكَ صَادِقَاً 

          واجعَلْ يَقِينَكَ للسَّكِيْنَةِ سُلَّمَا

إنَّ اليَقِيْنَ عَتَادُ قَلبِكَ .. زَادُهُ

        إنْ سَادَ طَاغِيَةُ الأسَىٰ وتَحَكَّمَا

ويَقِيْهِ مِنْ جَمْرِ الهُمُومِ ولَفحِهَا

     مَهْمَا استَطَالَ أوِ استَبَدَّ وأضرَمَا

ويُزِيْحُ مِنْ جَوفِ النُّفُوسِ سَعِيرَهَا

            غَمَّاً يُحِيْلُ القَلبَ نَارَ جَهَنَّمَا

هَذَا يَقِينُ العَبدِ حِصنُ أمَانِهِ

          وأرَاهُ لِلنَّفسِ الجَرِيحَةِ بَلسَمَا

وَضِيَاءَهَا عِنَدَ الدُجَىٰ وأنِيْسَهَا

     إنْ هَيْمَنْ الكَربُ الشَّدِيْدُ وأجرَمَا

يَلهُو الفُؤَادُ بِرَوضِهِ وظِلالِهِ

          يَكْسُوهُ مِنْ حُلَلِ الهَنَا مُتَنَعِمَّا

عِندَ اشتِدَادِ الظُّلمِ وسْطَ جَحِيْمِهِ

               تَحيَا بِهِ فِيْ عِزَّةٍ مُتَبَسِّمَا

الصَّبْرُ فِيْ الضَّرَّاءِ زَادُ مَنِ اتَّقَىٰ

      والشُّكْرُ فِيْ السَّرَّاءِ يَجلُبُ أنْعُمَا

أسمَىٰ الأمَانِيْ فِيْ الحَيَاةِ وَغَايَتِيْ

    مَا عِشْتُ أنْ يَرضَىٰ الإلَهُ ويَرحَمَا

اللـٰهُ إذْ يَرْضَىٰ ؛ فَذَا كُلُّ الهَنَا 

       تَلْقَىٰ الأمَانَ عَلَىٰ فَؤَادِكَ قَدْ نَمَا

وَهُنَاكَ فِيْ يَوْمِ القِيَامَةِ جَنَّةٌ

            وَبِرُؤْيَةِ المَوْلَىٰ تَفُوزُ مُكَرَّمَا

يَا سَعْدَ مَنْ عَاشَ الحَيَاةَ لِدِيْنِهِ!

        وأوَىٰ إلَىٰ رَبِّ البَرِيَّةِ واحْتَمَىٰ

تَنمُو السَّعَادَةُ فِي فَؤَادِكَ حِينَمَا

             تَحيَا لِرَبَّك عَابِدَاً مُستَسْلِمَا

--------------------------------

شعر / عبد الحافظ السيد 

(


#أشعار_عبدالحافظ_السيد )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعضي يئن قصيدة الشاعر الاستاذ طالب الفريجي

حييت غزة قصيدة الشاعر فيصل سليم التلاوي

وهج المحبة قصيدة الشاعر حكمت نايف خولي