هب النسيم قصيدة الشاعر محمد الخالدي
هب النسيم
هبَّ النَّسيمُ على هِضابِ شمالِهِ
ويفوحُ عطراً من دِماءِ رجالِهِ
حتَّى الجبالُ تخلَّصتْ مِن ثَوبِها
وتهيَّأتْ لعريسِها وجلالِهِ
وتحضَّرَتْ منذُ الصبابةِ والجوى
وتسلَّقتْ دارَ العُلا بحبالِهِ
هيماءُ صارتْ منذُ لوَّعَهَا الهوى
وأصابَها برموشِهِ ونِبالِهِ
منذُ استَحمَّ على سفوحِ بلادِهِ
قلبٌ تلألاءَ مِن جُمانِ رِمالِهِ
يَرقى شهيداً لا يُلامُ بفعِلهِ
مَن عافَ روحاً في سبيلِ نضالِهِ
من عاف نفساً في سبيل بقائها
يخشَ الزوالُ بقاءَهُ بزوالِهِ
لا ترمقنَّ بعينِ عجزِك ذا هوى
يجتازُ نقصَكَ في سبيل كمالِهِ
هذا الذي شعباً تناسلَ بأسُهُ
من روح حمزةَ بالفداءِ وآلِهِ
من أرضِ غزةَ قد تعالى نجمُهُ
ليُضيءَ مسودَّ الدروبِ بِخالِهِ
أضحى شهيداً.. والزَّمانُ هل انطوى؟
والأرضُ هل طُويت على أطلالِهِ؟
إن الدِّماءَ على التُّرابِ بدارِها
تبقى خضاباً لو يُعاثُ بحالِهِ
من عرش مجدٍ فوق ربوات العُلا
قد ألهم الإشراقَ وحيُ جمالِهِ
عبث الزَّمانُ بدارنا وبحالِنا
حتَّى استبدَّ حرامه بحلالِهِ
لا تشكُ قهرك في الحياةِ لأمةٍ
راحت تُحاصرُ مجدَها لقتالِهِ
إن الذي شرب الخيانةَ طبعُهُ
ما اهتزَّ لو ذا الموتُ في أطفالِه
لو ذا الزَّمانُ غداً تيقَّنَ غوثَها
ل الأمسُ أذّنَ من سطوحِ بلالِهِ
سقط الزمانُ بذي العروبة مذ مشى
شأنُ الكرامِ على خُطى أنذالِهِ
محمد عايد الخالدي /الأردن
تعليقات
إرسال تعليق