إن يعبد الوقت قصيدة الشاعر احمد زكي سعادة

   لن يُعبد الوثن

                ★★★

أرضٌ يــبــابٌ فــلا زادٌ  و لا ســكــن

و لا قـــريــنٌ و لا شــامٌ و لا يــمـــنُ


أشــتـاق مـن أمـسـه نــاراً أُحَـــرَّقُـهـا

مـا ضـرنـي يـومـهـا عـيـنٌ و لا جـفن


الـنـار تـلـهـبـنـي و الـسـيـل مـعـتــركٌ

و الـعُـربُ مـن كـبـوة فـيـمـا أرى تهنُ


هـنـا نـسـامُ ضــراراً حـيـثـمـا وجدت

و الــذل فـي عُــربـنـا سـارٍ بـه عـفـنُ


لـمَّـا أقــــر بـهُـــلـكِ الــقـــومِ مـتــهـمٌ

غـووا بـمـا ضـلـلـوا فـي غـيـهم محنُ


تـبـلـى غـصــونـهـم كـسـراً و يـابـسـة 

ضـيـمٌ و طـفـلُ جــريحٌ إذ لــه جـبـنٌ


غـامـت و ذلـتـكــم فـي كـل داجــيـةٍ

و جُـل مـا فـي الربوع الصمت مرتهن


مـا فـي صحائفكم مـن مقلـتـي سندٌ

إن عشت مشتاقاً حيناً قد يُرى  كفنُ


يـا مـن هُـديـت إلـى قـبـرٍ أ تـؤنـسـه!

فـيـض لـمـا رصـد الـنـاهـون يمـتـهن


هـل مَـن سُئلت ومن إذ قلت مهدكمُ

ثـم ارتـعـبـت فـراح الـلـحد و السكن


أم غـاب شـاعـر قـومـي بعـد صولته 

ثـم اغـتـربـتُ فـشـاع القتلُ والمِحَن


بـل كـل ذاك يـريـد الـعـبــد يـعــرفـه

أمَّـا الـثــمـار إذا حــانـت فـمـا تـهــنُ


بـأيـكـم هـل يـكـون الحـرص مفتعل

و هـل يـفـرُّ مـن الأحـداث مـمـتـحـن


لا ضـيـر فـيـمـا يـراه الـمـرءفي كُرَبٍ

فـالـضـيـر فـي أرضنا فيما أرى وطن


و تـعـجـبـون عـلى مـا كـان عـنـدكمُ

حـتـى يـعـاقـره الـتـمـحيص والإحنُ


ذنـبٌ و نـاصـيـةٌ و الـلـحـن أمـسـيـة

و الخوف من جفوكم أن يعبد الوثن

                 ★★★

       


   احمد زكي سعادة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وحي وهدى قصيدة الشاعر احمد زكي سعادة

اه عراق قصيدة الشاعر عبد الله سكرية

اخال العمر قصير قصيدة الشاعر عبد العزيز ابو خليل