اسير ظباء قصيدة الشاعر الاستاذ خالد خبازة ♥️
أسيرُ ظباءٍ
من الطويل و القافية من المتدارك
ألحَّـــتْ على قلـــبي الهمــومُ .. تَقاسَمُــهْ
................................فلاحــــت بأطـــرافِ العيـونِ سواجمُهْ (1)
فألهــــبَ نــــارَ الشوقِ فيــه حرائقـــــــًا
................................وريعتْ على هولِ المصابِ أقانمــه (2)
كأنَّ الــذي قد حــاقَ بالقـــلبِ مدنفــــــــًا
............................... نــوازعُ .. باتــــت في الفـــؤادِ تنادِمــه
فؤادي .. سقيمٌ في الهوى .. وهو عاجـزٌ
...............................عن النطقِ حتى .. ما تبــــوحُ معاجمُــه
أسيرُ ظبــــاءٍ .. نـافس السحرَ حسنُها
................................لساني .. عصيٌ في هـــواها وواجمـــه (3)
دَجى ليلُنــا .. و البــــدرُ صاحٍ سنـــاؤه
.....................................واشراقةُ الاصبــاحِ .. باتت تــــلازمه (4)
و لمــا أميــــرُ الليـلِ .. ألقى سنـاءَه
.................................... رجوناه ينأى .. حينَ رُحنا نساومـه
غزا القبــةَ الزرقــاءَ مــوجُ سحائبٍ
..........................................تداعبُ وجهَ النجمِ منـه غمائمـه (5)
مشينا .. فأخفتنـا عن البـدرِ مزنــةٌ
.....................................يغطى لقانــا .. حالكُ الليــلِ فاحِمــــه
وفي حِــندسٍ أخفى المعالم دجنــةٌ
.........................................كمـا كتمَ الأسرارَ في القلبِ كاتمــه (6)
فأكرم بليـلٍ .. يسترُ العتـمُ عاشقـًا
............................................. وأكـرم بــه ليلا .. تُعَــدُّ مكارمـــــه
سرى ركبنا .. و الليـلُ داجٍ ستـــورُه
......................................ودمعُ المآقي .. يجـرحُ الخدَّ ساجمـه (1)
ورحَّب باللقيــا ورودٌ .. و روضــــــةٌ
.........................................تغني لقانـــا في الريــاضِ براعمه
و تخفقُ أمـواهُ الجـداولِ عذبـــــةً
.........................................وتعبــقُ في أجـوا المروجِ نسائمــه
و تصدحُ أطيـارٌ .. و تشـدو بلابـلٌ
............................................و تهـدلُ في أغصــانهنَّ حمائمـــه
و عربـدَ فينـا عاصفُ الوجدِ مبرحــًا
.........................................كأن ريــاحَ الوجــدِ .. قد قــــامً قائمـه
بليــلٍ .. كان النجـمَ يرعى مسيرَنـا
..........................................فغـابَ عذولٌ .. حين نـامت أراقمـه (7)
و راحت أزاهيرُ الهوى تنشرُ الجـوى
.....................................و فاحَ رحيـــقُ .. الوجد تطغى نسائمـه
وواكبنـا في روضةِ الوجدِ في الدجى
......................................ظبــاءٌ .. لها من فاحمِ الشعرِ .. ناعمه
نظمــنَ بـأطـرافِ الثغـورِ لآلئـــًا
.........................................كما نظمَ اليـاقوتَ بالسلكِ ناظمــه
فأتلفنَ أكبـادًا .. و أضنينَ مهجــةً
............................................اذ المتـلف الأكبـادَ .. لا بــدَّ غـارمه
فكم يكتمُ العشاقُ ما في قلوبـِهم ؟
.......................................اذا ما كوتهـُم في القلـوبِ علاقمه ؟! (8)
و كيف بكتمِ الحبِّ ..والشوقُ جارحٌ ؟
...........................................اذا ما تراءت في الفـؤادِ علائمــه
أرى الحبَّ في الأضلاعِ ينسلُّ نافذا
....................................... كما انسلَّ بين العشبِ ليــلا أراقمه
فيا له شوقٌ .. أجَّجَ النـارَ في الحشا
..............................................فحينًا يعادينـا .. و طــورًا نسالمـه
وما اهلك العشاقَ كالشوقِ و الجوى
..........................................اذا ما طفـا في لجــةِ القلبِ عائمـه
زرعنا الهوى في القلب والوجد مبرحٌ
......................................... كما زُرعت في الكف خمسًا بُراجمه (9)
و حاطت بأنيـاطِ الفـؤادِ حرائـقٌ
............................................كما حاطَ في عنقِ الصغيرِ تمامـه (10)
حزمنا أمورًا .. لانرى الفحشَ حاكمًا
............................................. و كان لنا من ثاقبِ الرأيِ حازمه
نعفُّ عن الفحشا .. فيعصمُنا التقى
..........................................و من يعتصم باللهِ .. فاللهُ عاصمـه
سليمين بتنا لا نرى الفحشَ غالبًا
..................................وأحسنُ مافي الروحِ و النفس سالمــه
ولم نلتفت في الحبِّ يومًا لكاشحٍ
..............................................و ان لـجَّ في ذمِّ المحبينَ ناقمــه (11)
و هبت تبــاريحُ الفؤادِ لجوجـةً
.............................................كأن رياحَ الشوق حانت مواسمــه
و بينا شفيفُ الفجرِ يصحو من الدجى
.............................................. تبــدى بعيـــدا أفقـُــه وعلائمـــــه
و صحصحَ دونَ الشمسِ اشراقُ فجرِه
.......................................... و أفصحَ صبــــحٌ .. ما تكادُ معالمه
وضجَّ بقلبينا جوىً .. صاحَ صبحُه
........................................ كما من جفـونِ الوردِ تصحـو كمائمه (12)
و ليس لقلبٍ .. داهمتـه نـوازعٌ
.....................ــ...................من الوجدِ أن يبرا ..اذا مـاجَ داهمـه
نلامُ .. فلم نحفلْ بما حلَّ من جوى
.......................................... وهل فـازَ في لـومِ المحبين لائمــه
و حين دعانــــا للفـراقِ مــؤذنٌ
................................................... اتانـا بغــمٍّ روعُـه .. و شراذمـه (13)
أفقنـا من الحلمِ الجميــلِ فراعنـا
......................................... كما فـاق من أوهامِه اليـومَ حالمـه
و لما انقضى .. و انهارَ حلمُ لقائنا
...........................................كما انهــارَ تحت الراسيـاتِ دعائمه
و أضحى ربيعُ الحبَّ رسمًا كأنما
......................................... بصحراءَ تبـدو في الهجيرِ رواسمه (14)
......
خالد ع . خبازة
اللاذقية 23/ 6 / 2021
......
(1) ساجم : السجم .. الدمع .. و دمع ساجم .. سائل
(2) الأقانم أو الأقانيم : الأصول .. واحدها .. أقنوم
(3) واجم : الذي اشتد حزنه حتى أمسك عن الكلام
(4) دجى : اظلم ..و دُجنة : بضم الدال جمعها دُجن .. الظلمة .. و الدَّجنة بفتح الدال .. المطر .. و غمائم : جمع غمامة بفتح حرف الغين : و هي السحابة
(5) الغمائم : جمع غمامة .. و هي السحابة
(6) الحندس : الظلمة .. أو الليل الشديد الظلمة
(7) الأراقم : مفردها أرقم .. و هو الحيبة لونها بين الأسود و الأبيض
(8) العلاقم : مفردها علقم أو علقمة .. و العلقم شجر الحنظل .. شديد المرورة .
(9) البُراجم : بضم الباء .. أنامل الأصابع .. أو هي مفاصلها .. و بفتحا تعني غلظ الكلام .
(10) التمائم : مفردها تميمة .. خرزة توضع في عنق الأطفال يعتقد كان يعتقد .. أنها تحفظهم
(11) الكاشح : العدو المبغض .. أو الذي يضمر لك العداوة
(12) كمائم : الكم الطلع .. و لك ثمرة كم .ز و هو البرعم
(13) الشراذم : مفردها شرذمة .. القليل من الناس
(14) الرواسم : مفردها الرسم .. الدارس أو الأطلال
تعليقات
إرسال تعليق