سفر الحياة قصيدة الشاعر عبد الملك العبادي
((ســـــــــفـــــــــر الــــــحــــــيـــــاة))
تـقـمّـصَ الـجـهـلُ أصـنـافًـا مِـــنْ الـبـشر
وضـــاعَ نـصـفُ الــورى بـالـلّحنِ والـوتـر
وأقـبـلَ الـشّـرُ مِــنْ كــلِ الـجـهاتِ عـلـى
قــلـبٍ تـصـحّـرَ مـحـجـوبًا مِـــنْ الـمـطر
هــذا هــوَ الــرانُ يــا مَــنْ لـسـتَ تـعرفُهُ
فـكـن مِــنْ الـذنـبِ والــزّلاتِ فــي حـذر
أمـــــا عــلــمـتَ بـــــأنَّ الــلّــهَ مــطّـلـعٌ
وأنَّ مَـــنْ حـاربـوا الـرحـمنَ فــي خـطـر
الــنَّـاسُ قـسـمـانِ: قــسـمٌ لا خــلاقَ لــهُ
وآخــــــرٌ فــــــازَ بـــالأيــاتِ والـــســور
فـاكـتب كـتـابكَ فــي سِـفـرِ الـحياةِ هـنا
تـسلم غــدًا مِــنْ عــذابِ الـلّـهِ فـي سَـقَر
وكــــن لـبـيـبًـا حـريـصًـا زاهـــدًا فـطـنًـا
واعــلـم بــأنَّـكَ مـسـئـولٌ وفـــي سَــفَـر
يـــا مَـــنْ أســـاءَ ولـــم يَــرجِـع لـخـالقهِ
أغــــرّكَ الــدّهــرُ أم أشــركــتَ بـالـقـدر؟
دعـــــاكَ ربُّــــكَ فــــي قــرآنــهِ ولــكــم
يــجـودُ فـــي فـضـلـهِ الـمـمـلوء بـالـثمر
وأنــــتَ مـنـشـغـلٌ عــــن هــديـهِ أشِـــرٌ
مــهـرولٌ عــنـهُ فـــي لــهـوٍ وفــي بـطـر
ألا كــفــاكَ أخــــي مِــــنْ كـــلِ مُـهـلِـكةٍ
مـنـكَ الـمـتابُ ومـنـهُ الـعفو فـي الـسحر
فـتـب إلـيـهِ وقـل: حـسبي الـتي سـلفت
مــنـي، ويـــا حــبـذا مَــنْ فــازَ بـالـظـفر!
رحـمـاكَ رحـمـاكَ فـي سـرّي وفـي عـلني
وفــي حـيـاتي وفــي مـوتي وفـي أثـري
أدعــــوكَ مـبـتـهـلًا فــــي كــــلِ ثـانـيـةٍ
مـنـذو نُــعـومـةِ أظــفـاري إلــى كِــبَــري
أن تـنـصـرَ الـمـسـجدَ الأقــصـى وأُمّــتَـنَـا
وأن تـخـلـصنـا مِــنْ عُــصــبَـةِ الــغـجـر
عـــــبـــــد الــــمـــلـــك الــــعـــبَّـــادي.
تعليقات
إرسال تعليق