ايا عيد قصيدة الشاعر حمدي اندرون

 يا عيدُ!

ياعيدُ! كيفَ ترى الأطفالَ في الخيمِ ؟

جلّ  الّذينَ   تراهم  والداً  فقدوا 


أيتامُ   مالهم  في  وطنهم  سكنٌ

فكيفَ يحيا الفتى؟ والخوفُ والصّردُ


ما تسمعُ اليومَ من أخبارِ أو قصصٍ

كانت  لأطفالِ  حيٍّ أمسِ  وئدوا 


مات الرّضيعُ فمن جوعٍ ومن عطشٍ

بلا  معيلٍ   و  لا جارٍ  أيا  بلدُ !


لم يبقَ من منزلٍ ملكٌ يضمّهمُ

بينَ الحنايا إلى صدرٍ لهم سندُ


تاهوا فرادى ومثنى كلُّهم شرَدوا

شرقاً و غرباً مشوا ياليتني ! أجدُ


رسماً لصورةِ مَن كان الهوى وطناً

يضمّنا   في  حكايا  جدّةٍ  تعدُ


يا عيدُ ! يمّمْ دياراً قد  غدتْ  خبراً

أينَ الورى؟ رحلوا! و الكلُّ قد بعدوا


في أرض قفرٍ بلا زرعٍ  لقد  نزلوا

جياعَ بطنٍ على الأشواك قد رقدوا


أراهمُ  و أرى الأوطانَ قد غُصبتْ

في عين طفلٍ تنادى يا أبي جلدوا


ظهرَ الحقيقةِ  بالأحقاد قد خدموا

عدوَّ شمسٍ غوى عن نصرتي قعدوا


ما كنتُ أرجو سوى حقِّي وحقِّ أخي

في  العيش  في وطنٍ أسيافَهُ غمدوا


يا عيدُ! عُدْ وانشرِ الأفراحَ مزهرةً 

بكلِّ روضٍ  و دارٍ عطرَها خمدوا


يا عيدُ ! عُدْ مثلما كنّا على أملٍ

نغفو ونصحو على حبٍّ بهِ نجدُ


أنّ   الهوى    منبعُ   الإسعادِ   قاطبةً

في الشّعر قالوا كذا في النّثر قد وجدوا


١٩ / ٦ / ٢٠٢٤

حمدي أندرون


سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعضي يئن قصيدة الشاعر الاستاذ طالب الفريجي

وحي وهدى قصيدة الشاعر احمد زكي سعادة

حييت غزة قصيدة الشاعر فيصل سليم التلاوي