طوفان غزة قصيدة الشاعر نواف عبد العزيز
طوفان غزة
لا بُدَّ يومٌ أن يكونَ فكوني
وتَجَذَّري كالتّينِ و الزيتونِ
آتٍ زمانُكِ و المكانةُ رِفعةٌ
بين النجوم كأمسِكِ الميمونِ
فَتَهَيئي للأمرِ وحدَكِ أهلُه
دون الورى يا غزةٌ و الهونِ
سيُسجِّلُ التاريخُ فترةَ عِزَّةٍ
ما بين دونٍ في الزمان ودونِ
وفُتورَ شعبٍ كان يوماً شعلةً
ما بين هونٍ إذ أُنيخَ و هونِ
حَلَّتْ به مِنْ مُمْسِكينَ زِمامَهُ
بَلْوى أَشَرُّ مِنَ العِدا بِمِئينِ
قتَلوا شَهامتَهُ بغير رصاصةٍ
ذبَحوا رُجولتَه بلا سِكّينِ
فَغَدا الغَضَنْفَرُ لبْوَةً بلْ نعجَةً
والتَّيْسُ ثَمَّ مُتَرّسٌ بِحُصون
وبَقيتِ وَحْدَكِ للجِهادِ مَنارةً
مِنْ غيرِ دُونٍ بعدَها وبِدونِ
طوفانُكِ الأقصى تلاطم موجُه
سيلاً طغى عن يسرةٍ و يمينِ
ومضى بِمُنحَدَرٍ يُدَمْدِمُ هادِراً
و يبثُّ ذُعْراً في بني صهيونِ
ويُذيقُهم بأساً يفُلُّ جيوشَهم
و يسُفُّهم بالرعبِ طعمَ مَنونِ
هو فوقهم شلاّلُ موتٍ حاسمٍ
و لكِ النَّميرُ الماءُ عَذْبُ مَعينِ
قد فاض في كل الجهات مُزَمْجِراً
و انْشقَّ عن حُلُمٍ أغَرَّ مُبينِ
كم كان ظنُّهُمُ بِصمتكِ خائباً
لمّا أُروا منكِ الردى بفُنونِ
أيْقونةَ المجدِ التَّليدِ و رمزَه
أيْقظْتِ فينا غَضْبَةَ التّنّينِ
و وأدتِ خَوْفَ الخائفين و جُبْنَهم
و لأَمْتِ شَرْخاً دام منذ سنينِ
و وَسَمْتِ بالذُّلِّ اليهودَ فأصبحوا
في قَعْرِ وادٍ في الرّغامِ مَهينِ
و سَمَوتِ فوق المجدِ حتى أصبحتْ
تَرْنو إليكِ عيونُه من دونِ
و عَلَوْتِ شامخةً بِأنفِكِ حُرَّةً
و رفعتِ فوق النَّجمِ كل جبينِ
و محَوْتِ وَصْمَةَ سُبَّةٍ عن أمَّةٍ
ذَلَّتْ فغاصتْ في خِضَمِّ الطّينِ
فلْتَهْنئي بالعِزِّ يا أُمَّ الأُلى
بَذَلوا فِدى عينيكِ كلَّ ثَمينِ
كُرْمى هواكِ و أنتِ سيدةُ الهوى
فتألقي يا زهرةَ اللّيمونِ
م. نواف عبد العزيز
أبو عبادة
١
/٢/٢٠٢٤
تعليقات
إرسال تعليق