الغربة قصيدة الشاعر نواف عبد العزيز


 الغربة 

آهٍ  و هل  يُـشــفـى  الأســى   بـالآهِ           

لَـشَــفَــعْــتُ  هــذي   الآهَ   بـالأوّاهِ 


وجـعـلـتُـهـا وِرداً  يُـخـالـجُ خـافـقـي           

وتَـخِـذْتُـهـا   ذِكـراً  يُـعـاقِـرُ  فـاهـي 


لـكـنّـنـي،  وأنــا  الـغـريـبُ، مُـشــردٌ          

نــاءٍ    أُكـابــدُ     حــيــرةَ    الـتَـوّاهِ 


أَتُـفـيـدُنـي الآهــاتُ وهْـيَ حَـبـيـســةٌ           

ما بـيـن قـلبي الـمُـصْـطلي وشِفاهـي 


أجْـتــرُّ   آلامَ   الـنَّـوى    و  أَعُــلُّـهــا           

وكـأنّـنـا   و الـحـال  صِـنْـوُ  تَـمـاهـي


وإذا تـبـاريـحُ الـحَـنـيـنِ تـسَــعَّــرتْ           

كـالـنّـارِ  تَـغْـلـي  فـي  فـؤادٍ  واهـي


وتَــوَهَّــجــتْ  أشــواقُـه  بـشِــغـافِـه          

لِــتــثــورَ    كـالأمــواجِ    بـالأمْــواهِ 

فـاضـتْ دمـوعي مـن عـيـوني ثَـرَّةً           

كـالــعــيـنِ  فُـجِّـرَ  نـبـعُـهـا  بـمِـيـاهِ 


ويُـريـحُـنـي  فَـجْـرٌ  تَـبَـلَّـجَ  ضَـوْؤُه          

و انْـشَـقَّ  عـن  يـومٍ  جـديـدٍ  زاهـي 


فـإذا ادْلَـهَـمَّ الـلـيـلُ واسْــوَدَّ الـدُّجـى           

وظـنـنـتُـه  سَـيـطـولُ  دونَ  تَـنـاهـي 


ألـقَـتْ  عَـلـيَّ  الـذِّكْـرَيـاتُ   ظِـلالَـهـا           

وتَـقـاذَفَـتْـنـي   فـي   شِـراكِ   مَـتـاهِ 


وتَـطـوفُ بـي صُـوَرٌ تُـؤَرِّقُ مَضْجَعي

و تـكـادُ  تَـدْهــونـي  بـغـيـرِ  دَواهـي 


يـا دمـعَ  أمّـي  حـيـنـمـا   ودَّعـتُـهـا           

و دُعــاءَهــا   إذْ   تَــلْــتــجـي   لـلـهِ


وأسـى أبي والـحُـزنَ فـي عَـبَـراتِـه           

وهـوالـشَّـديـد الـبـأسِ لـيـس بِـمـاهـي 


أنـا لـسـتُ أنسـى مـا حَييتُ وَداعَكُمْ           

أنـا لـسـتُ يـا يــومَ الـفِـراقِ بِـسـاهـي 


قـد  كنتُ في أهـلي أعـيـش  مُـرَفَّـهـا           

و أَدِلُّ   فـي    وطـنـي    بـلا    إرْفـاهِ 


أمـشي  ورأسي  في السّـمـاءِ  كأنّـنـي           

مـلـكُ    الــزَّمـانِ    أجِـلُّ     كـالـتَّـيّـاهِ 


ثُـمَّ  اغْـتَـرَبْـتُ  لـكـي   أنـالَ  لُـعـاعَـةً

يـا  لـيـتَـنـي  اسْـتـأثـرتُ  بـاسْـتِـفْـراهِ 


يـا  لائِـمِـيَّ  وحَـسْـبُ  قـلـبـي  غَـصَّـةً           

أنّـي  غـريـبٌ   لـسـتُ   فـي اسْـتِـنْـزاهِ 


طَلَبُ  الحـيـاةِ  كـريـمـةً  تُـغْـري   بِـنـا            

فـنَـرومُ    فـي   الآفـاقِ    كُـلَّ   تِـجـاهِ 


أنـا  مُـذْ  أتـيـتُ  ومـا  أتـيـتُ  بِـرَغْـبَـةٍ            

مـا     ثَـمَّ     مُـغْـتَـرِبٌ     بِـلا    إكْــراهِ 


لـم   ألـقَ   يـوماً   هَـانئاً   و  ســعـادةً            

وأعـيـشُ   رغـمَ  الـمـالِ   دونَ   رَفـاهِ 


هـي  غُـربـةٌ تـبــاً  لـهــا  مِــنْ  غـربــةٍ

مــلأتْ   جُـيـوبـاً  و ازْدَرَتْ   بِـجِـبـاهِ 


فـإذا   أردتَ   الـعـيـشَ   دونَ   مَـذَلَّـةٍ

و تَـشَـرُّدٍ      فـي     عـالَـمِ     الأتْـواهِ 


فـالْـزَمْ   بـلادَكَ    تَـسْـتـَظِـلَّ     بِـعِـزَّةٍ

و كـرامَـةٍ    بـيـنَ    الـوَرى    و بِـجـاهِ 


إنَّ   الـحـيـاةَ     قـصـيـرةٌ     أيّـامُـهـا

فـاظْـفَـرْ   بـقُـرْبِ   الأهـلِ  و الأشْـبـاهِ 


   م. نواف عبد العزيز

         أبو عبادة

      30/6/2024

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ليلة مباركة قصيدة الشاعرسيد حميد

صورة
 ليلةٌ مباركةٌ للقدرِ هيّء دمعةً متواجدَه طوبى لتلكَ اللائماتِ الراشدَه الليلُ مختلفٌ فقوموا واحصدوا طوبى لأفئدةٍ لذلكَ حاصدَه هربت من القلبِ الرشيدِ إنابةٌ هي هذي اللحظاتُ حتمًا عائدَه تُبقي تلابيبَ الهدايةِ دونما ترعى وتشحذُ منكراتٍ بائدَه النفسُ تستقصي فضائلَ ربِّها من ذا يكونُ كما النفوسُ الناشدَه من فوق أطباقٍ ينزّلُ أمرُهُ فاحرص على جعلِ المتوبةِ صاعدَه في جوهرِ الصلواتِ اجعل نبضةً هي في الركوعِ وفي السجودِ الساجدَه اللهُ يكتبُ والملائكُ لم تزل يتهافتون على النفوسِ العابدَه وهنا الطرائدُ فاغتنم في صيدِها ستفوزُ أرواحٌ لذلكَ صائدَه ويساعدُ اللهُ المنيبَ برحمةٍ فالعبدُ يشغلُ في الإنابةِ ساعدَه فتفيضُ ليلتُنا بأبهى حلةٍ لتكونَ رحماتٍ علينا زائدَه اللهُ قد مدَّ العنايةَ حينَها وبها فأجرى في البرايا رافدَه اشغل جوراحَكَ المريدةَ وانتظر وبها عيونك في المتوبةِ ساهدَه وهناكَ في بحرِ الضلالةِ أنفسٌ ياليتَها في القدرِ تُصبحُ عائدَه تتوحّدُ الأعمالُ فيها جملةً لتكونَ في القدرِ العظيمةِ واحدَه في البردِ دفءٌ جوُّها وكرامةٌ في الحرِّ أجواءُ الهدايةِ باردَه في القدرِ ترياقٌ لكلِّ ملمَّةٍ س...
قراءة المزيد

في حب هاملت قصيدة الشاعر دياب سوسق

صورة
 ( في حب هاملت )  فَاحَ الْعَبِيْرُ فَجَادَ الْفِكْرُ بِالْعِبَرِ وَاسْتَرْسَلَ الْحِبْرُ فَوْقَ السَّطْرِ بٍالدُّرَرِ  يَا أَيُّهَا الْمُنْتَدَىْ دُمْتَ السَّنَاءَ لَنَا يَا دَوْحَةً أَنْبَتَتْ مِنْ صُلْبِهَا ثَمَرِيْ  حَبْلُ الْوِدَادِ  رِفَاقُ الْحَرْفِ فِيْ مَدَدٍ يَزِيْدُ مِنْ أَلَقِ الْإِبْصَارِ وَالنَّظَرِ  بَرُّ الْأَمَانِ بَدَتْ أَوْصَالُهُ هِمَمٌ فِيْهَا الْبِنَاءُ جَمَالُ الضَّادِ فِي الْعِبَرِ  هَطَّالَةٌ سُحُبُ الْأَحْبَابِ فِي وَطَنٍ عَلَتْ شَمَائِلُهُ كَالرَّوْحِ فِي الْمَطَرِ  أَنْسَامُ رَيْحَانَةِ الْأَعْلَامِ زَاخِرَةٌ بِأَبْحُرِ الشِّعْرِ وَالْأَرْبَابُ كَالْقَمَرِ  مَهْدُ الْحَضَارَاتِ نَبْضُ الْعُرْبِ فِي وَطَنٍ أَنَارَ عَتْمَةَ عَقْلٍ جَاهِلِ السُّرَرِ  لَحْنٌ بِإِقْدَامِهِ إِشْرَاقُ كَوْكَبَةٍ رَغْدَاءُ تَنْشُرُ نُوْرَ الْعَيْنِ لا الضَرَرِ  تَعْبِيْرُ أَفْوَاهِنَا أَحْبَارُ مَدْرَسَةٍ شَرْقِيَّةٍ عِطْرُهَا أَوْرَادُ مُنْتَصِرِ  شعر دياب محمود سوسق  ١١ / ١١ / ٢٠٢٤م
قراءة المزيد

يكفي محبتكم قصيدة الشاعر عيسى دعموق

صورة
 @@@ يكفي محبتكم @@@ الوجدُ أتلفَ خافقي يا متلفي  وهواكَ جرحى في الحياة ومُسعِفي  ولقد أغرِّدُ والحياة مريرةٌ وأبوحُ بالنجوى وإن لم تعرفِ وأذوبُ في لججِ الصبابةِ والهوى وأسحُّ وشلاً من عيوني الذُّرَّفِ وأكابدُ الأرقَ الطويلَ فلا الكرىٰ يغزو الجفون ولا الصبابةُ تنطفي فلعلني أقضي هواك حقوقَه وأفي الحقوقَ لحالمٍ متعفِّفِ وأصونُ حباًّ مـادَ بين جوانحي مهما بذلت الروح لستُ بمسرفِ خذ يا حبيبَ الروح كل مشاعري واسكن بقلبٍ في جمالك مدنفِ وَهَبَ الحنانَ المحضَ في نبضاته وحـباك حـبَّ العاشــق المتلهــَّفِ فإذا انقضت نبضـاتُه فـي موقفٍ خُلقت مراراً فـي حفــاوةِ موقفِ ما ضرني وجعُ الصبابة والهوىٰ ما دمتُ بالحب العفيفِ أنا أفي حتى وإن نشرَ الحسودُ لسانَه حسداً عليك فلن أكونَ بمختفِ سأظـلُّ ألهـجُ باقتنـاعٍ أنـنــي رمـزُ الوفـاء لشادنٍ متخلفِ أمـلاً بوصل في الحياةِ وإن يكنْ زمنـاً قصيـراً بالتعانــق محتـفِ فالمطل منك بشارةٌ أهفو لها حتى وإن تك بالتواصلِ لم تفِ يكفي محبتكم وإن عزَّ الوفا والله يحكم بالقضاء المنصفِ عيسى دعموق الأشو ل
قراءة المزيد