ابن ارام قصيدة الشاعر بسام الإسبر

 (أين آرام ؟! )


بين غزوٍ أباحَ سلبَ المكانِ 

باعتِسافٍ وقسوةٍ وامتهانِ 


واحتلالٍ مواصلٍ لاحتلالٍ 

حيث جانٍ يجيءُ في إثر جانِ 


وعهودٍ من الرعونةِ سادَتْ 

أكسبتنا طبائعَ الأفعوانِ 


ورضعنا ثقافةً من سِماجٍ 

أفقدَتنا سماحَنا والتفاني 


أين آرام ربّةُ الحسنِ ممّا 

نحنُ فيهِ من قُبحِنا والمعاني ؟!


عندَ آرام كان للحبِّ دينٌ 

به تسمو مشاعرُ الإنسانِ 


مذهبُ الحبِّ مذهبٌ عبقريٌّ 

لِبناءِ الضميرِ والوجدانِ 


وجهُ آرام وجهُ حبٍّ وطُهرٍ 

والتئامٍ ولُحمةٍ للكيانِ 


هَدَمَتنا وكان أحرى وأندى 

لو بَنَتنا شرائعُ الأدبانِ 


فرَّقَتنا إلى السماءِ دروبٌ 

تاهَ فيها جلالةُ الديّانِ 


ومن العدلِ بل من العقلِ أيضاً 

أنْ تُنَقّى شوائِبُ الإيمانِ 


يابنَ سوريّتي و مرآةَ نفسي 

وشريكي وعزوتي واحتضاني 


آنَ أن نُبصِرَ الحقيقةَ لمّا 

حصحصَ الحقُّ ظاهراً للعيانِ 


كلُّ من يعشقُ السلامَ نَصيري 

في انكِفاءٍ لِدَورَةِ الأخزانِ 


إنَّ نارَ الآلام قد  مَحّصَتنا 

لانبِعاثٍ يُعيدُ رسمَ الزمانِ 


مثلَ خمرٍ مرّتْ بآلامِ جمرٍ 

ثمّ فاقَتْ كريمةً في الدِنانِ 


سَورَنَتها من القديمِ أيادٍ 

عَرّشَتْ دالِياتها في الجِنانِ 


تلك معشوقتي وكرمةُ أهلي 

ودواعي مَسَرّتي وافتتاني 


ومَرَاحٌ لِحَوبَتي وشجوني 

وانشراحٌ لِعقدتي ولساني 


ليتَ شعري أيعتريني سُكارٌ 

أريَحيٌّ وموطني في الأمانِ ؟!


رُبَّ سُكرٍ من خمرةٍ نشتهيها 

صارَ منها ألَذَّ سُكرُ الأماني 


طاب شعبٌ مُعَمّدٌ في لهيبٍ 

وتُرابٌ مُنَضَّرٌ من جُمَانِ 


أيقظوا مارِدَ النفوسِ سريعاً 

حيثُ يغفو في جينةِ الأبدانِ 


وابتنوا موطنَ الجمال ونقّوا 

حقلةَ القمحِ من فضولِ الزؤانِ 


طاقةٌ في نفوسِكُمْ لو تَجَلّتْ 

لَتَوارى أمامَها النيّرانِ 


غلّبوا حبَّ أمّةٍ بافتِراقٍ 

بين نهجِ الرحمن والشيطانِ 


نحنُ مابينَ وحدةٍ وانقسامٍ 

ما سنبغي لِكَفّةِ الميزانِ ؟!


كلُّنا ذاهِبونَ يوماً ولكنْ 

سوريانا وربُّها خالِدانِ 


بقلمي:  بسام الإسبر   2


3/7/2024

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعضي يئن قصيدة الشاعر الاستاذ طالب الفريجي

وحي وهدى قصيدة الشاعر احمد زكي سعادة

حييت غزة قصيدة الشاعر فيصل سليم التلاوي