فلسفة الحياة قصيدة الشاعر غياث كركه

 (فلسفة الحياة)


هذي الحياةُ حكايةٌ لك وافِيَهْ 

  تحكي لنا قصصَ القرونِ الخاليَهْ

المرءُ فيها رهنُ لحظاتٍ  لهُ

فإذا انتهتْ فلسوفَ يأتي  قاضِيَهْ

عجبَتْ قبورٌ من تطاوُلِ عهدِها

  جمعَتْ خليطاً من عظامٍ بالِيَهْ

فيها تساوى المَلْكُ والعبدُ الذي

عاشَ المهانةَ ؛في القبورِ سواسِيَهْ

فيها الصِّغارُ كما الكبارُ تضاحكَتْ 

  أضدادُها والأمهاتُ الحانيهْ

هذا التّرابُ اغترَّ يوماً عندما

  ظنَّ الحياةَ قطوفُها له دانِيَهْ 

فاعتزَّ في كِبْرٍ وسارَ كأنّما

  بلغَ الجبالَ علا صخوراً راسِيَهْ 

لم يدرِ أنَّ الموتَ آتٍ نحوَهُ

  ورياحُهُ الهَوْجا ستأتي عاتِيَهْ  

هي قصّةٌ أزليّةٌ أبطالُها

  سطرُوا الحياةَ بأحرفٍ متتاليهْ 

فإذا مضتْ سُنَنُ الوجودِ رأيتَهمْ 

 كسرابٍ وهمٍ يختفي في ثانِيَهْ

ما نحن في الدّنيا سوى عِبَرٍ لمنْ 

  فَهِمَ الوجودَ فصدَّ نفساً عاصِيَهْ 

انظرْ تأمّلْ في الفضاءِ وكُنهِهِ 

  تجدِ الكواكبَ قد أتتكَ مُواسِيَه 

فلطالما شَهدَتْ أناساً قبلَنا

  ذهبوا وما خَفِيَت عليها خافِيَهْ

 


     د غياث حمدي كركة 

     


   سورية دمشق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ليلة مباركة قصيدة الشاعرسيد حميد

في حب هاملت قصيدة الشاعر دياب سوسق

يكفي محبتكم قصيدة الشاعر عيسى دعموق