درت الهوى قصيدة الشاعر يونس ريا

 دربُ الهوى وعرُ المسالكِ مُتعِبُ

والسَّيرُ فيهِ بِلا احتسابٍ يُرهبُ


والحبُّ مفهومٌ تَعدَّى الكونَ إذْ 

ضاقتْ بهِ أبعادُهُ ، والكوكبُ


والغوصُ في أعماقِهِ أو سبرُها

قدْ لا يُتاحُ لهُ النّجاحُ و يُكتبُ


وتَبَلْوُرُ الإحساسِ دونَ مشاعرٍ

جيّاشةٍ أمرٌ يشقُّ ويَصعبُ


و تَدفُّقُ الأفكارِ ما لمْ يَجرِ ضبطُ

مسارِهِ .. بِنُهى الأنامِ سيذهبُ

يا صاحِ  دَعكَ مِنَ ارتكاساتِ الهوى

وهواجسِ العشّاقِ ، إن هُمْ أذنبوا 


و تَجنَّبِ استفزازَ صبٍّ حالمٍ

بِمُجرَّدِ استنهاضِهِ قد يغضبُ


بلْ والتَمِسْ لِلحِبِّ عذراً إنْ جفا

فَلَعلَّهُ مِن رزءِ حُبِّكَ مُتعَبُ !


واتركْ تعاويذاً عفا عنها الزّمانُ

ولمْ تَعُدْ تُرضِي ولا تُستَعذَبُ


إنّ التَّمائمَ لنْ تفيدَ مُتيَّماً

دربُ الحروفِ بحِرزِهِ مُتشعِّبُ


فَلرُبّما واتاهُ فألٌ مرّةً ..!

لَبَّى مُناهُ وما يرومُ ويطلبُ


لكنْ إذا ما عاكسَ الحظُّ الهوى

فالشُّؤمُ يُودي بالوصالِ ويقلبُ

أمّا وأنّ الأمرَ باتَ على المحكِّ 

وأنَّ مَنْ ذاقَ الهوى يَتَعذَّبُ


فالاِمتثالُ إلى الغرامِ غدا المرامَ

وفرضَ عينٍ ، فِعلُهُ يتوجّبُ


ومَنِ اقتفى بِرُؤى الهوى و بِنهجِهِ

يَجني نقاطاً لا تُعدُّ وتُحسبُ


فاطرقْ على بابِ الحبيبِ فإنَّهُ

لو جِئتَهُ تَهفو و حظَّكَ تندبُ


سيُشرِّعُ الأعتابَ .. يفتحُ بابَهُ

وبكلِّ ما ترجوهُ منهُ .. يُرحِّبُ


لَكنْ فِهِ الوقتَ الكفيلَ بِبُرئِهِ

مِمّا اعتراهُ لِدرءِ ما لا يُرغَبُ 

الوصلُ بينَ العاشقينَ مفازةٌ

تحتاجُ نبضاً دافقاً لا ينضبُ 


مَن رامها احتاجَ البصيرةَ كي يُوافيَها

و يَغنمَ ما يسرُّ و يعجبُ


لكنّهُ ، إنْ لمْ ينلْ "كلَّ"الذي 

يَسعى إليهِ ويَبتغيهِ ويطلبُ


فعليهِ أنْ لا يتركَ "الجُلَّ" الذي

قد كانَ أدرَكهُ و نِعمَ المكسبُ .

—————————————


يونس ريّا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعضي يئن قصيدة الشاعر الاستاذ طالب الفريجي

وحي وهدى قصيدة الشاعر احمد زكي سعادة

حييت غزة قصيدة الشاعر فيصل سليم التلاوي