قصة الماضي قصيدة الشاعر ممدوح نظيم

 قصةُ الماضِي


هِيَ قصةٌ لمْ أنسْها قد عشتُها منذُ الصِغَرْ


هِيَ قصةُ الطفلِ الذي عشقَ الأميرةَ و القَمَرْ


طفلٌ فقيرٌ مُعْدَمٌ ولقَدْ تَمَلَّكَهُ الخَطَرْ 


إذْ كيفَ يجرؤ أنْ يخاطِبَ مِثْلَها لو بالنَّظَرْ؟


★★★


هِيَ طِفْلةٌ جمعَتْ مفاتنَ يوسفٍ في وجهِهَا


وإذا بدَتْ فَكَأنَّها قد أشرقَتْ مٍن قصرِها


حَوْراءُ لو نَظَرَتْ إليكَ تُحِبًُها لكِنَّها


مَلَكَتْ مشاعرَ قلبِها إذ تستحِي من غيرِها


★★★


وإذا مَشَتْ فكأنَّها ريمٌ تدلَّى من رُبَى


وعبيرُها أنسامُ عِطْرٍ هَبَّ من ريحِ الصَّبَا


تعدو ويعدو خلفَها شَعْرٌ كَثِيفٌ مُذْهَبَا


عامُ الدراسةِ قد بدا نَظَرَ الفَتَى مُتَعَجِّبَا

★★★


لمَّا رَأَى تِلكَ الفتاةَ بفصلِهِ وتزامَلَا


فَرِحَ الفتَى كم كانَ يخطِبُ ودَّها متعَلِّلا


وأمامَها كم كانَ يقرأ شِعْرَهُ ليَبُثَّها 


وجدانَهُ لينالَ حَظْوَةَ قلبِها مُتَحَايِلا

★★★


مرَّتْ سنينٌ والفَتَى يخشَى يبوحُ بِحُبِّهِ


إلا ببعضِ قصائدِ عَمَّا يُكِنُّ بقلْبِهِ


كانَ الصديقُ بقريتِي ولكمْ مكثتُ بقربِهِ


قد جاءَنِي مُتَجَهِّمًا فسألتُهُ عَمَّا بِهِ


★★★


فأجابَني:هِيَ قِصَّةٌ أنهيتُها فحبيبتِي


قد زارها ذاكَ الفَتَي لا لمْ تَعُدْ تِلْكَ التي


أحببتُها.واليومُ يومُ زفافِها وجِنازتِي


 تلكَ  التي قَتَلتْ طفولةَ أمْسِها وطفولتِي


★★★


واسيتُهُ صَبَّرتُهُ أخبرتُهُ أنَّ الفِراقَ مُقَدَّرُ


كَفْكِفْ دموعَكَ يافتَى فالأمنياتُ تُبَعْثَرُ


لمْلِمْ  جِراحَكَ لا تَبُحْ فالذكرياتُ تُقَدَّرُ


إنَّ القلوبَ إذا قسَتْ جَعَلَتْ مشاعرَ تُقْبَرُ

★★★


واعلمْ بأنَّ اللهَ شاءَ ولن بُغَيَّرَ ماقَضَى


بلْ كُلُّ شيءٍ في الحياةِ مُقَدَّرٌ رَهْنُ القَضَا


إيَّاك  تقضِي في المشاعرِ أمْرَ ربِّكَ قد مَضَى


كُنْ راضيا لا تعترضْ فاللهُ قَدَّرَ وارتَضَى


الطائر المغادر

د.ممدوح نظيم الشيخ

طملاي في ٥/ ٩/


٢٠٢٤

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعضي يئن قصيدة الشاعر الاستاذ طالب الفريجي

وحي وهدى قصيدة الشاعر احمد زكي سعادة

حييت غزة قصيدة الشاعر فيصل سليم التلاوي