السارقون قصيدة الشاعر عبد اللطيف عبادة
السارقون لعرش القصر ما هربوا
الناظرون لسبيِ الأمّ ما انتحبوا
والناسُ في حُلل الإخزاء ماثلةٌ
لكل بلوى بخيط الجُبن ينجذبوا
ما شانك اليوم إلا الصمتُ تجرعهُ
كأنك الصخرُ أو للحمق تنتسبُ
وعابرٍ يحمل الشكوى مُضاعفةً
فتلك خيل أخيه في الوغى احتجبوا
وأيُّ شَينٍ إذا نامت فوارسنا
واستيقظ الظلمُ والإذلالُ والكُرَبُ
أكان سيفُ عدوي ناحراً عُنُقي؟
أم كان سيف الإخا؟ بالله هل رغبوا ؟!
من فتنة البأس حتى خزي ناصرنا
ما فتَّ أعْظُمنا أو نالنا رَهَبُ
نحن الذين على الأوباش قد رقصوا
وأثخن الضربَ فيهم ثائرٌ غَضِبُ
وكان من سعينا فيهم تناحرهم
عند الفرار كما الفئران تضطربُ
وكل ناعق سوءٍ بات يطلبهم
حتى التراب أبى طَيّاً إذا انقلبوا
الناسُ في زينة الدنيا مُسَابِقةٌ
والسابقون لأمر الله قد كسبوا
والكلُّ سارٍ إلى أمْرٍ يُحصِّلُهُ
إما جليلاً وإما صابهُ العطبُ
بعض الأماني على التعتاب نائمةٌ
والعتبُ فينا إذا ما فاتنا الأربُ
لو كان حقاًّ رصاص العُرْبِ قاتلنا
ما ضرّ شاتمُنا في قولهِ ( عربُ )
عبد اللطيف عباده
تعليقات
إرسال تعليق