اوليس قصيدة الشاعر عبد اللطيف عباده
أوَليس ما تجري عُيونُ دمائي
لله أشكو حسرتي وعنائي
أبدار أهلي يقتلوني غِيلةً
يا شر دار ما خَفرْتِ إخائي
لا تعجبوا من إخوةٍ لم يجنحوا
للذَّبِّ عن من يذبحوه كشاءِ
ما كان يوسفُ قصةً تُروى لنا
إلَّا لنحْذرَ غَدرة اللُؤماءِ
ففضحْتُ فيهم شِرعةً مَكْذوبةً
ودلائل الخُذْلان شمس سماءِ
كم كان صوتي بالنشيج يَؤزُّهُمْ
لمصانع العظماء عند بلاءِ
فتردَّدوا مثل البعير مخافةً
عند استماعِ مَزاهِرَ الكُرماءِ
يا أرض غَزة والنداءُ مَجَامِرٌ
يرمي خَذولاً ما سَلاكِ دُعائي
هُبِّي إلى أرض المعارك شُعْلةً
لا تنطفي صَيَّادة الجُبناءِ
سيري إلى النصر المبين بِعِزَّةٍ
لتُشَيِّدي مجد الأُلى بإباءِ
لا تحملي هَمَّ الخؤون فإنهُ
في نَكْبةٍ كالكلب في الحَرَّاءِ
وجنود إبليسَ المُضَمَّخ جيشهُ
بدمائنا في شِدَّةٍ وبلاءِ
إنْ يذهبوا في كلِّ فَجٍّ أُحْصِروا
لم يسْلموا من طعنةٍ نَجْلاءِ
يا ناظراً في كلِّ وادٍ حُزنهُ
لمرارةٍ في حَوبةِ الحُلَماءِ
إنْ يُنْصَفوا فبعزمهم إنصافهم
والنصرُ إلْفُ الساعدِ الخَشْناءِ
والظَّفْرُ في عُرف الفوارس كَرَّةٌ
بالخيل والسيف على الأعداءِ
أما عِدانا كالبُغاث بأرضنا
يلهو بها الأطفال في الأحياءِ
لكنَّ حُزني بالقصيدة كَونها
حازتْ فراسةَ أعْيُنِ الزرقاءِ
عبد اللطيف عباده
تعليقات
إرسال تعليق