رجل المواقف الصعبة قصيدة الشاعر عارف حيدرة
إلى مَن يقفون في الشدائد أن يحذوا حذو هذا الرجل الشهم الذي تحدثت عنه هذه الأبيات
أتى شدِّا ومسرعةً خُطاهُ
وقد لبّى نِدا قلبٍ دعاهُ
لأجلي ماتوارى أو توانى
وقد عزَمت على نصري أناهُ
فجاء بكلِّ إيثارٍ وحُبٍّ
ولم يمنعْهُ عني كبرياهُ
رعاهُ اللهُ من شيخٍ مُهابٍ
ومقدامٍ لهُ تُحنى الجِباهُ
تسامى وارتقى شأنًا وعزًّا
وتمكينًا ليسبقَ مَن سواهُ
لكي يزدادَ بين الناسِ فضلًا
وأخلاقًا فيغشاهُم سناهُ
تعاهَدَني تواضُعُهُ بلُطفٍ
بأكبرَ موقفٍ أبدى اعتناهُ
زيادُ خشافةُ الأنقى فؤادًا
ونبراس المواقفُ في نداهُ
سعى سعيًا يليقُ بهِ شموخًا
بهيبتهِ لأجلي وانحناهُ
أراد كما نوى للخيرِ فعلًا
فأمطر غيثُهُ قفرًا يراهُ
وحاولَ أن يداوي جُرحَ نفسٍ
تمنّت أن تعذّبَها يداهُ
فجاء لحسمِ أمرٍ فيهِ إمّا
مماتي أو حياتي لو أراهُ
حبيباً كم بهِ قرّت عيوني
وأدماني وأسقمني جفاهُ
فليت اللهُ يكتبُ عن قريبٍ
ويجمعني بهِ ويأذنُ في لقاهُ
تباكتني الطيورُ لسوء حالي
ولم تأبَ المحاجرُ عن بُكاهُ
فيامَن قد سعيتَ لقتلِ حبّي
ويامَن قد عزمتَ على غثاهُ
تعلّمْ أن للدنيا دروسٌ
ومَن يسعَ إلى شرٍّ جناهُ
ولن تقفَ الليالي دون ثأري
ومَن آلى على قهري أتاهُ
قصاصُ اللهِ في الواشين طُرًّا
بدعوى كل مظلومٍ دعاهُ
وحسبي أنني خلٌّ وفيٌّ
وأمر اللهِ محتسبٌ جزاهُ
وقد نزلت سكينتُهُ عليَّ
وبشّرني لما يجري رضاهُ
رجل المواقف الصعبة
بقلمي شاعر الحروف الثاقبة أـ عارف حيدرة 1ـ3ـ2024م
تعليقات
إرسال تعليق