انا المعلم قصيدة الشاعر محمود أمين آغا

 ٣/أنا المعلّم


أنا المعلّمُ في آفاقِهِ السُّحُبُ

أهْمي كغَيْثٍ فيزْكو النّبْتُ و القُضُبُ


أشعشعُ الضوءَ في الآفاقِ  مُتّقِداً

و أُوْقِدُ العزمَ حتّى يسْطعَ الأَرَبُ


أنشودةُ الحُلْمِ للأجْيالِ مُلْهِمَةٌ

أنغامُها العَزْمُ لا الإيقاعُ و  الطّربُ


و زورقُ الجودِ يرسو في شواطئِنا

فليس للبُخلِ في آكامِنا قِبَبُ


فكيف أبخلُ و الحلمُ السعيدُ هُمُ؟!

و هل يضنُّ ببذلِ المَكرُماتِ أبُ؟!


ألوانُ مِحبَرتي أزهو بها ألقاً

 كأنّني القمرُ الوَضّاءُ و الشُهُبُ


أنا السّحابُ لأرضٍ ترتجي وَدَقاً

أغدو رِهاماً لرِيِّ النّبتِ أَنسكِبُ


أُقلِّبُ الفكرَ في عزمٍ و في أملٍ

ُليلمعَ اللؤلؤُ الوَقّادُ و الذّهب

            ************      

غامَ الضّياءُ و غطّى العينَ أغشيةٌ

من السُّهادِ و باتَ الجفنُ يلتهبُ


و احْدودبَ الظّهرُ من مُكْثٍ على قدمٍ

و أضْحتِ الكفُّ هَزْلى نابَها الوَصَبُ


فينثني كفروعِ الزّرعِ مُثقَلَةً

أشْهى الثّمارِ فلا يزهو بما يَهَبُ


ينسى العذابَ إذا طُلّابُهُ نبغُوا

هم روضةُ الرّوحِ و الآمالُ تُنتصَبُ


تُنسي مطامحُهُمْ ما ذاقَ من تعبٍ

ففي المَحامِدِ يحلو الجُهدُ و التّعبُ


يزهو بهم فرحاً في كلِّ بارِقةٍ

كَرْمٌ زكا ألقاً في فرعِهِ العِنَبُ


كنحلةٍ صنعتْ شَهْداً لنأكلَهُ

ترضى القليلَ و في أوبارِها الرُّطَبُ


اللهُ سخّرَها للإنسِ منفعةً

و كذا المُعلِّمُ حيثُ النّفعُ و الدَّأَبُ


طوبى لشمسٍ زهتْ مجداً و مكرمةً


يشعُّ منها لُبابُ الفكرِ  و الأدبُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعضي يئن قصيدة الشاعر الاستاذ طالب الفريجي

وحي وهدى قصيدة الشاعر احمد زكي سعادة

حييت غزة قصيدة الشاعر فيصل سليم التلاوي