من لي قصيدة الشاعر محمد عصام علُّوش

 (بمناسبة يوم الشِّعر العالميِّ الذي يصادف الحادي والعشرين من شهر آذار في كلِّ عام):

مَـــن لـــي بــعـــزفٍ فـــائــقِ الــتَّـــرتــيـلِ

وكــــأنَّـــه وَحـــيٌ مِـــن الـــتَّـــنــــزيـــــلِ؟

مَـــن لــي بــشِــعــرٍ كــالــنَّـسـيـمِ مُـداعـبٍ

خَــدَّ الــزُّهـــــورِ بــرَوْضــةٍ وحــقـــــولِ؟

مَــن لــي بــه مــثــلَ الــصَّــبــاحِ مُــنـوِّرًا

يَـسْـبـي الـعــقـــولَ بــــدَرِّه الــمــعْــســولِ

يـسـري فـيُـعـشِـبُ فـي الـحـــنـايـا دَفْــقُــهُ

يــرنــو إلـــيــه الـــسَّــمـعُ بـالـتَّـــهــلــيــلِ

ويَــجِـدُّ سُــكْـرٌ فـي الــنُّــفــوس لِـــوَقْــعِـهِ

كـالــسُّــكْــرِ بــيــن حــلــيــلــةٍ وحـــلـيــلِ

فــتـهُــبُّ مـن صَــدرِ الـمُـسـامـرِ شَــهْـقـةٌ

ويحــوز دهْــشَــةَ صــاحِـــبٍ وخــلــيــلِ

يـمـتــارُ مِــن دُرَرِ الــكـــلامِ بــريــقَــهـا

كــبــريــقِ طــرْفٍ فـــاز بــالـتَّـكـحــيــلِ

مَــن لــي بــه مــثــلَ الــشِّــفــاهِ نـــديَّــةً

يــهــفــو إلــيـهـا الــثَّـغــرُ بـالــتَّـقــبـيـلِ؟

يـهْــمـي بــفـــوْحِ عــطــورِهِ فــكــأنَّـــهُ

طَـيْـفُ الـحـبــيــبِ يـعـودُ بَـعــدَ أُفــولِ

يــروي الــظِّــمـاءَ بـسـكْــبـهِ وفـنـونــهِ

ويُــزيــــحُ هَـــمَّ مُـــؤرَّقٍ وعــلـــيــــلِ

شِــعــرٌ إذا ســمـع الخــلـيــلُ لـحــونَـهُ

بــــاداه بــالإطـــراءِ والـــتَّــبــجــــيـلِ

وإذا وعـاه الـصَّـدرُ أشــرقَ وانـتـشـى

وكـأنَّــه يُــسـقـى بــكــأسِ شَـــــمــولِ

تُـلـفـي بــه الإبــداعَ نـقــشًـا ســاحـرًا

مُــتـوائـمَ الألــوان فـي الــتَّــشــكـيــلِ

يــتــلــفَّــعُ الـمـعـنى بـسـحـر بــيـانـهِ

يـنـأى عـن الــمــبــذولِ والـمَــرذولِ

مَـلَـكَ الــجــمـالَ نــظـيـمُـهُ مـتـألِّـقًــا

كـالـكـوكـبِ الــدُّرِّيِّ فــي الــتَّـأويــلِ

تـلـقـاهُ بـالــتَّـرحــيـب لُـقْــيـا عـاشـقٍ

مـتـلــهِّـــفٍ مُــتــشــوِّقٍ مــتـــبـــولِ

ويـكاد يـنـطـق قــبـل نُـطق حـروفه

فــتــمـيـلُ مـن طَـرَبٍ بـه وصلـيــلِ

ويَدِبُّ في الأعـماقِ صوْتُ صهـيـلهِ

فـيُـقـيـمُ غـيْــرَ مـبــادرٍ لــرحــيــــلِ

ويَـمـيسُ مـيْـسَ الـرِّيـمِ في تطـوافـه

مـتــفـاخـرًا بـالــتَّـــاجِ والإكـلــيــلِ

ويَـشـيـعُ يـجـتاحُ الـعـوالِمَ صِـيـتُـهُ

ويــشـاغــلُ الــنُّـقَّـادَ بــالـتَّـحــلـيـلِ

فـالشِّعرُ إنْ لـم يَـهْـمِ مِـثْـلَ غـمـامةٍ

مـا كــان إلَّا خُــدعـةَ الـتَّــغــفــيـلِ

والشِّعـرُ إنْ لـم تـكـتـنـفـه مـبـادئٌ

فـلَـسَـوْف يَـفـنى مُــنـذرًا بـأفــولِ

محمد عصام علُّوش


11/رمضان/1445هـ ـ 21/آذار/2024م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعضي يئن قصيدة الشاعر الاستاذ طالب الفريجي

وحي وهدى قصيدة الشاعر احمد زكي سعادة

حييت غزة قصيدة الشاعر فيصل سليم التلاوي