ياغربة الروح قصيدة الشاعر عيدي امين
يا غربةَ الروح في أرضي وفي وطني
وسكرةَ الموت عن فقرٍ وعن مِحَنِ
طال المخاضُ فلا أحلامنا ولدتْ
بما تُسَرُّ بهِ العينانِ في الوَطَنِ
قضَّيتُ عمْريَ مَنْفيًّا فيا يمني
متى أراكِ ليَ المأوى ومُحْتَضَني
وهبتكِ الدَّمَ من قلبي مناضلةً
فما لِوِدِّكِ حتى اليوم لم يَبِنِ
أنا ابن أرضِكِ يا أمَّــــاهُ فاحتضني
هذا الفؤادَ ولو بالقوتِ والسكنِ
( أرضُ السعيدةِ ) قالوا هل ترى كذبوا
أم أنَّ سعدكِ يا ( تعْساء) لم يَحِنِ؟!
وما رأيتُ فقيراً فيكِ مبتهجاً
ولا تَبَسَّمَ يوماً دونما ثمنِ
من قلب بَلقيس ها قد جئت يحملني
ذاك السؤال الذي مازال يقلقني
ماذا أجيبُ إذا ما جاء يسألني
طفلي البريء عن الأقصى وألجمني؟
عن أمةٍ سُلِبت أحلامها وغدا
أقصى امانيها خبزاً مع اللبن
عن العروبة هل ماتت شمائلها
أم موِّتت بكراسي العُهرِ والفتنِ؟
عن الحروب التي أدمت مدامعنا
عن العراق وعن شامي وعن يمني
يا أمةً غرقت في ذُلِّها زمنًا
متى النهوضُ من الإذلالِ والوَسَنِ؟
إِن تَنظُري الصبح يخبرْكِ النبا سلفاً:
أنَّ الصباح بغير الشمس لم يكنِ
ساد الظلامُ ونور للهِ منتشرٌ
في مُحكَم الذِكرِ والآياتِ والسُنَنِ
فلتنهضي اليوم ولتأتي العلا سبباً
ولتنفضي العار من باكورة الزمن
ولتتقوا الله يا أرباب أمتنا
ووحِّدوا الصَّفَّ وانقضّوا على الوهنِ
عيدي أمين نعمان
تعليقات
إرسال تعليق