في ايسر الظهر قصيدة الشاعر سليمان شاهين ابو اياس
............... في أَيسَرِ الظَّهر ...............
قصيدة من المدرسة الواقعية.
خرجتُ عَمْداًمن المَشفى معَ الوَصَبِ
إذْ لم أَجِدْهُ يُلَبِّي في الشِّفا طَلَبي
دَخلتُ قَبْلُ بآلامٍ مُزلزِلةٍ
في أيسرِ الظَّهر لم تهدَأْ ولَمْ تَغِبِ
وقد تَحُلُّ بلا إذنٍ بخاصرتي
وما علمتُ لِما ألْقاهُ مِنْ سببِ
* * * *
تَحلَّقتْ ثُلَّةٌ حولي على عَجَلٍ
من الأطبَّاءِ كالأقمار والشُّهبِ
مِمَّا شَكاتُكَ قالوا ؟ قُلتُ منْ ألَمٍ
-إلى يسارِ فَقارِ الظَّهر- مُنسَحِبِ
فقال بعضُهُمُ:(دِسْكٌ) لَدَيكَ وقَد
تَشْفِي جِراحةُ جَرَّاحٍ مِن العَطَبِ
وقال آخَرُ بعدَ الجَسِّ:إِنْ وَصَلَتْ
مَواجِعُ الظَّهر للأوراكِ و الرُّكَبِ
فذاكَ يعني بلا شكٍّ يراودني
ودون رَيْبٍ بِأَنَّ الدَّاءَ في العَصَبِ
وجاء مَنْ قال: إنَّ الأمرَ مَرجِعُهُ
لِكُُلْيَةٍ وَهُنَتْ منْ كَثرَةِ التَّعَبِ
صَوِّرْ إذاشِئتَ أوحَلِّلْ تَصِرْ يَقَناً
وتَدْرِ وضْعَكَ عن قُربٍ ومن كَثَبِ
فقُلْتُ ويحِيَ في سِّرٍّ:أَقَدْ وَصَلَتْ
هذي الشَّكاةُ إلى الأحشاءِ واعَجَبي
ما كان مِنِّيَ إلَّا أنْ مَضَيتُ إلى
دارِ الأشِعَّةِ بينَ الكُرهِ والرَّغَبِ
ألْقى المُصوِّرُ نِظْراتٍ مُسائِلَةً
عَما َّ بِكُلْيتيَ اليُسْرى وفي عَجَبِ
فقلتُ:ما لك؟َأخبرْني بمابَصُرتْ
عيناكَ فيها ولا تَحفَلْ ولا تَهَبِ
فالعينُ حين ترى أَصْدِقْ بِرؤيتها
ماأبعدَالمرءَ إنْ يُبْصِرْ عنِ الكذب
فقال بعدَ تَرَوٍّ و ارتقابِ أسىً
مِنِّي بلهجة مَنْ يخشى منَ العَتبِ
حقيقةُ الأمرِ، لا أخفيكَ،إنَّ بها
من الضُّمور لَشَيئاً غيرَ مُحتَسَبِ
و لا دواءَ يُوافيها فينعشها
إذْلايُوافي اخضرارٌ يابسَ الحطبِ
ولا يعودُ لِثوبٍ مُهمَلٍ خَلقٍ
يوماً بريقٌ كما أمثالهِ القُشُبِ
وإنْ بَذَلْتُ على مافِيَّ من عِلَلٍ
مافوقَ وُسْعِي منْ مالٍ ومنْ نَشَبِ
فلستُ آسَفُ لوأنِّي انتفعتُ فما
شيءٌ بِأَثْمَنَ مِنْ بُرءٍ مِنَ الوَصَبِ
.....................
سليمان شاهين / أبو إياس/
سورية .مصياف
تعليقات
إرسال تعليق