انا غزةقصيدة الشاعر محمود أمين آغا
..أنا غزّة:
أنا غزّةٌ..فجري سما و نهاري
أنا ومضةٌ في شهقةِ الأحرارِ
فجرٌ سما رغمَ الدجى في حلكةٍ
النّورُ دونَ الروحِ و الأستارِ
إنًي عرينُ الأُسْدِ تزأرُ عالياً
ترعى الضباعُ على وخيمِ العارِ
تسري الدماءُ..بطُهرها تسمو الرّبا
في كلّ ركنٍ مسحةُ الأطهارِ
وجعٌ نبيلٌ قد تسامى نفحُهُ
أنّاتُه حُلمُ العلا و الغارِ
يا أمّةً أغفتْ على جرحٍ زكا..!
إنّي الجريحةُ من غوى الأشرارِ
جرحي عميقٌ غائرٌ كشفَ الدُّنا
هاجت غوائلُه بوخزِ أسارِ
ما هاجني ألمٌ بنابِ عوائدي
لكنما إغماضُ عينِ الجارِ
ما عاد جفنُ أحبّتي يغلي أسىً
يشجو بآهةِ دمعيَ المدرارِ
بل صارتِ الأوجاعُ منظرَ سلوةٍ
و فكاهةٍ في مجلس السُّمّارِ
إذما حُرمْتَ دموعَ حزنٍ طاهرٍ
فالزمْ صموتَ مُراقِبٍ مُتوارِ
فلْتسمعي نبضَ الإباءِ بثورتي
و لْتُبصري نارَ الوغى في الدارِ
لو تعلمينَ سموَّ دربي في الورى..!
لو توقنينَ قداسةَ المشوارِ..!
هل يفقدُ المحرابُ طُهْرَ مَزارهِ ؟!
إن قلَّ فيه محبّةُ الزّوّار..!
ما خابَ مسعىً في دروبِ كرامةٍ
ما ضلَّ دربٌ في تتبُّعِ ثارِ
يا ناظراً صوبَ الرّكامِ بسَدْرةٍ !
خسِئَ الرقيبُ بخيبةٍ و شَنارِ
دع عنكَ همّي و اغتنمْ بهناءةٍ
لا همَّ يبدو في جوى المِهذارِ
أطفالُ غزّةَ جفنُ جيلِ حالِمٍ
سئمَ الخنا و دسيسةَ الأغيارِ
أطفالُ غزّةَ درسُ كلّ مُناضلٍ
أنِفَ الرّقادَ و قسوةَ الأحجارِ
قلبي لغزّةَ واجمٌ ذاقَ الأسى
و يراعتي كلّتْ من الإسرارِ
الحرفُ يمسي عاجزاً مُتردّداً
في ندوةِ الأفعالِ و الإيثارِ
في صبرِ غزّةَ قصّةٌ لبطولةٍ
و ملاحمٌ تسمو على الأشعارِ
في صولةِ الثّوّارِ نشوةُ ظافِرٍ
قهرَ الردى و تزاحُمَ الأخطارِ
محمود أمين آغا
تعليقات
إرسال تعليق