أحييك قصيدة الشاعر نواف عبد العزيز
قصيدة على نمط الشعر العربي القديم تبدأ بالغزل بين يدي الموضوع الرئيسي وهو المديح والشكر على حسن الصنيع والمعروف (خيالية)
أُحَيّيك
ذَريـنـي أرى نـورَ الـمُـحَـيّــا بِـلا سِـتْـرِ
فـقـد طـال شـوقـي والـفـؤادُ بِـلا صَـبْـرِ
وأحْـسـو مـنَ الـشَّـهْـدِ الـمُـصَـفّـى سُـلافَـةً
وأشْـتَـمُّ عَـرفـاً فـاح مـنْ جـونَـةِ الـثَّـغْـرِ
أريـنـي بـريـقَ الـسِّـنِّ كـالـبـرقِ والـسَّـنـا
أريـنـي سـوادَ الـلـيـلِ فـي فـاحِـمِ الـشَّـعْـرِ
أريـنـي بـعـيـنـيـكِ الـجـمـالَ غَـزالـةً
وبــالـجـيـدِ مـا يَـخْـفـى عـلـيَّ مـنَ الـنَّـحْـرِ
تَـجَـلَّـيْ عـلـى قـلـبـي بـحًـســنِـكِ عَـلَّــهُ
يـرى مـنـكِ مـالـم يَـرْجُ في الشـمـسِ والبدرِ
فـإنَّ ضــيــاءَ الـشـمـسِ نـارٌ تَـلَـهَّـبَـتْ
ونـــورُكِ عُــلْــوِيٌّ ســـلامٌ بــلا حَـرِّ
تُـسَــرُّ بــه كــلُّ الـقـلــوبِ و تـنـتـشـي
فَـتَـصْــدَحُ بـالـتّـسـبـيـحِ والـحـمــدِ والـذِّكْـرِ
تـعـالَـيْ نُـعـاقِـرْ مـنْ كُـؤوسِ الـغـرامِ مـا
يَـبُـلُّ قـلـوبـاً لـيـس تـصـحـو بـلا سُــكْـرِ
بَــراهــا مــنَ الآلامِ شــوقٌ مُــبَــرِّحٌ
وعـانـتْ مـنَ الـحِـرمـانِ صــداًّ بــلا هَـجْـرِ
إلـيـكِ مـع الـحـبِّ الـصُّــراحِ تــحــيــةً
تـفــوحُ عــلـى مَـنْ فـاضَ بـالـخـيــرِ والـبِـرِّ
أبـا صـالـحٍ و الـفـضـلُ مـنـكَ سَــجِـيَّــةٌ
وخـيـرُ ســجـايـا الـمـرءِ صَــيِّـبَـةُ الـقَـطْـرِ
فـإنّـي و كُـرمـى مـا لَـقــيــتُ حَــفــاوةً
أُحَـيّـيـكَ مِـلْءَ الــرّوحِ والـقـلــبِ والـفِـكْـرِ
وأُطْـريـكَ بـيـن الخلقِ فِـعْـلاً و شــيـمـةً
وأُثْـنـي عـلـيـكَ الـحـقَّ يـا عـاطِـرَ الـذكْـرِ
وأُزْجي إلـيـكَ الـشِّـعـرَ رقَّــتْ بُـحــورُه
وفـاءً لـفـضـلٍ مـنـكَ يَـرْبـوعــلـى الـشُّـكْـرِ
وأيُّ قَــوافٍ لــن تــبــوءَ بِـخَــيْــبَــةٍ
وفـضـلُ ذوي الـجُـلّـى أجَـلُّ مـنَ الـشِّـعْـرِ
أبـا صـالـحٍ عُــذراً فـفـي الـصــوتِ بُـحَّـةٌ
وفـي الـحَـلْـقِ غَـصّـاتٌ تُـعـيـقُ عـنِ الـنَّـذْرِ
فـفـضــلُـكَ مــوفــورٌ و بــحــرُكَ زاخــرٌ
ولُــجَّــتُــهُ مَـــدٌّ يــدومُ بــلا جَــزْرِ
وإنّـي نَـذَرْتُ الـشـعــرَ فـيــكَ مَـثـوبــةً
أرَقَّ مــنَ الأنـغــامِ كـالـغـادةِ الــبِــكْــرِ
كَـعـابٌ تَـجَـلّـى الـبـدرُ فـوق جـبـيـنـهــا
كـمـا و تَـبَـدّى الـنـجـمُ مـن مَـبْـسَـمِ الـثَّـغْــرِ
ولاحـتْ بُـروقُ الـشـمـسِ دونَ نَـضارِهــا
وفـاحـتْ عُـطـورُ الـنَّـدِّ و الـوردِ و الـزَّهْـرِ
تَــتــيــهُ دلالاً و الـجـمـالُ يـحُــفُّــهــا
وتـخـتـالُ كـالأنـسـامِ طَــيِّــبَــةَ الـنَّـشْـرِ
ولـكـنْ و قـد أدّى الـقـريـضُ مَـطـالـبـي
رأيـتُ الـذي أدّى أقـلَّ مـنَ الـنَّـزْرِ
فــدونَ الـثُّـرَيّــا يــا أَغَــرُّ بُـروجُـه
وفـوقَ الـثـريّــا أنــتَ و الأنْـجُـمِ الـزُّهْـرِ
سَــمَـوْتَ فـلـم تـبـلُـغْــكَ مـنّـي قـصـيـدةٌ
ولـيـس يُـواســيـنـي لـديــكَ ســوى الـعُـذْرِ
أبـا صـالـحٍ يـا أيُّـهــا الـبـحـرُ لـم يَـضِـــــــــ
ـنَّ بـالـلُـؤْلُـؤِ الـمـكـنـونِ مـا ضَـنَّ بـالـدُّرِّ
يُـرامُ أخـو الـجُـلّـى لِـتَـفـريـجِ كُـربــةٍ
فـيُـلْـقـى بـشـوشَ الـوجـهِ قـد حُـفَّ بـالـبِـشْـرِ
فـتُـمـسَـحُ آهــاتُ الـحـزيــنِ بـبـســمــةٍ
لـديـهِ و تُـطْـوى عـنـدهُ صـفـحـةُ الـضُّـرِّ
لـقـد ضـاقـتِ الـدُّنـيـا عـلـيَّ بِـرَحْـبِـهــا
وضِـقْـتُ بـهـا ذَرْعـاً وقـد حِـرْتُ فـي أمْـري
فـجـئـتُـكَ تَـحْـدونـي إلـيـكَ بـشـائــرٌ
وتـســبـقُـنـي أخـرى تـلـوحُ مـع الـفَـجْـرِ
وبـي أمـلٌ أنْ لـن أعـودَ بـخـيـبــةٍ
ومـثـلُـك مـعـقــودٌ بــه الـخـيـرُ فـي الـعُـسْـرِ
وطـافـتْ بـك الأحـلامُ نَـشْـوى طَـروبَــةً
وإنَّـــكَ لـلأحــلامِ مُــســتــودعُ الـذُّخْـرِ
رجـوتُـكَ فـي أمــرٍ و خِـلـتُـكَ فـاعِــلاً
فـبـوركـتَ إذ تـمـحـو دُجـى الـعـسـرِ بـالـيُـسْـرِ
ولـم تــعْــدَمِ الآمـالُ عـنـدكَ مَـوْئِــلاً
ومـا خـاب ظـنٌّ فـيـكَ يــا مـوئـلَ الـخـيْـرِ
فـيـا عَــوْنَ مـكـسـورِالـجـنـاحِ مَـهـيــضِـه
ويـا أمـلَ الـحـيـرانِ فـي الـلـيـل إذ يـسـري
ويـا بــرء مـكـلــوم الـفـؤاد جـريـحـه
ويـا ســقــيـة الـظـمـآن فـي مَـهْــمَــهٍ قَـفْـرِ
ويـا فـرحــةَ الـعـاني بـحُـسـنِ خَـلاصِـه
ويـا بَـهْـجـةَ الـمـأســورِ فُــكَّ مـنَ الأسْـرِ
وَقَـفْـتُ لـكَ الأشــعـارَ مــنّـي مَـحَــبَّــةً
وأصْـفـيـتُـكَ الألـحـانَ تـنـسـابُ كـالـخـمْـرِ
أقَـدِّمُـهـا كـأسـاً صَـفَـتْ شُـكْـرَ نـعـمــةٍ
إلـى الـكـوثــرِ الـسَّـلـسـالِ و الـمـنـبـعِ الـثَّـرِّ
إلـيـكِ أيـا نـذرَ الـمـطـالـبِ و الـمُـنـى
ويـا أيُّـهــا الـمـشـهــورُ بـالـعــونِ و الـبِّـرِّ
وأخْـتِـمُـهــا بـالـمِـسْــكِ مــنـكَ أعُــبُّــه
وأبـعـثُـهـا عــطــراً إلــيــكَ مـع الـشـكْـرِ
م نواف عبد العزيز
(أبو عبادة)
4/7/2022
تعليقات
إرسال تعليق