المغادر التائه قصيدة الشاعرد. ممدوح نظيم
المغادرُ التائهُ
إنِّي المُكَبَّلُ بالأماني
تلكَ القيودُ بلا أمَانِ
أدْمَتْ بقايا مِعْصَمِي
فأنا المُقَيَّدُ كم أعاني
جُرِّعتُ كأسًا حَنْظَلًا
وسُقِيتُ من وَهَنِ الهَوَانِ
ما كُنْتُ أدري أنَّنِي
رَهْنُ الوعودِ بلا ضَمانِ
إنَّ الوعودَ إذا توالَتْ
كانتْ وعودَ الألعبانِ
إنَّ الكذوبَ عرفتُهُ
شكرا جزيلا وامتناني
يامَنْ تودَّدَ خاشعًا
قد بانَ مَكْرُكَ للعيانِ
مهما تقولُ وترتدِي
ثوبَ البريءِ فأنتَ جاني
أمضيتَ عمرَكَ كلَّهُ
مُتَنَقِلا بيْنَ الغوانِي
تُفُتِي تُعاقرُ مُنْكَرًا
والذِّرُّ يرقصُ بامْتِهانِ
تَحْتَ العَمامَةِ راقصٌ
ويجيدُ عزفا بالكَمَانِ
ويَظُنُّ نفْسَهُ مُقْنِعًا
لا ليسَ يُقنعُ بالبيانِ
إنِّي مللْتُ مُنافقا
ومُثَقَّفا حُلْوَ اللسانِ
أَمْضيْتُ عُمْرِي ضائعًا
مابينَ نذْلٍ أوْ جَبَانِ
قَضَّيتُ عمري تائِهًا
لم أَدْرِ أيْنَ وما مكانِي؟
كْمْ تُهْتُ مِنِّي لم أزلْ
رَهْنَ المكائدِ والأماني
الطائر المغادر
د.ممدوح نظيم الشيخ
طملاي في ١٤/ ٩/ ٢
٠٢٤
تعليقات
إرسال تعليق